المصدر: الجريدة
الاثنين 21 تشرين الأول 2024 02:19:56
عشية وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، في آخر «رصاصة» دبلوماسية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة بعد أسبوعين، صعّدت إسرائيل على كل الجبهات، في وقت فرض تسريب لمعلومات استخباراتية أميركية حول الرد الإسرائيلي على إيران تعقيدات إضافية على العلاقات الإسرائيلية - الأميركية، وعلى المسار الذي تمضي إليه المنطقة مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على «استغلال الفرصة» لضرب كل الأعداء، حتى لو أدى ذلك إلى حريق خارج عن السيطرة في كل المنطقة.
وقبل ساعات من وصول بلينكن، كثفت الآلة الحربية الإسرائيلية اعتداءاتها وتحركاتها، من غزة حيث ارتكبت مجازر جديدة خصوصاً في منطقة بيت لاهيا، مروراً بلبنان حيث تعرضت القرى اللبنانية على الصف الأول من الحدود لغارات «جنونية»، مع استمرار الضربات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً إلى الحدود المصرية، حيث زعمت تل أبيب اعتراض مسيّرة تهرب السلاح، والحدود الأردنية حيث أعلنت توقيف 4 مسلحين، بعد أيام من «هجوم البحر الميت» الذي نفذه مسلحان تسللا من الأردن.
وعلى جبهة إيران، عقد المجلس الأمني والسياسي المصغر للحكومة الإسرائيلية اجتماعاً ناقش خلاله الرد على الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران مطلع الشهر الجاري، في وقت اختار نتنياهو قناة المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب لتوجيه رسائل لإدارة بايدن المتهمة، ولو عبر «الغمز واللمز»، بأنها سربت معلومات لطهران للجم نتنياهو ومنعه من اقتياد المنطقة بأكملها إلى حرب خارجة عن السيطرة. ورداً على تصريح لترامب ذكر فيه أن نتنياهو لا يستمع لبايدن، قال نتنياهو إن إسرائيل تستمع إلى إدارة الرئيس الديموقراطي لكنها تتخذ القرارات وفقاً لمصالحها القومية.
وأتى ذلك في وقت فتحت السلطات الأميركية تحقيقاً بشأن تسريب وثائق استخباراتية أميركية عبر موقع إيراني عن خطط واستعدادات إسرائيل لتوجيه ضربة انتقامية لإيران رصدت تحريك صواريخ وأصول عسكرية في قواعد جوية عبر الأقمار الصناعية، وتضمنت إقراراً بـ «السر الأسوأ» داخل المؤسسات الأميركية حول امتلاك الدولة العبرية لرؤوس نووية رغم وضع احتمالية استخدامها ضد طهران بخانة منخفضة. من جهته، وجّه وزير خارجية إيران عباس عراقجي تحذيراً مبطناً إلى الولايات المتحدة، معتبراً أن «اندلاع حرب شاملة في المنطقة سيجر أميركا إليها، ونحن لا نريد ذلك».
وقال عراقجي إن إيران «حددت جميع أهدافها في إسرائيل» في حال التعرض لهجوم، متابعاً: «إذا هاجمتنا فسنرد بالمثل ونقصف هذه الأهداف»، في وقت أكد أن بلاده سترد بشكل متناسب على أي هجوم ضد منشآتها النووية. في غضون ذلك، استدعت «الخارجية» الإيرانية سفير المجر في طهران وسلمت إليه مذكرة احتجاج على البيان الذي أصدره الاجتماع الأوروبي المشترك مع دول مجلس التعاون، في وقت هدد مستشار القائد الأعلى الإيراني علي لاريجاني بأن «الدول العربية التي تسعى لاستصدار بيانات ضد إيران بشأن الجزر الثلاث يجب أن تحاسب في الوقت المناسب» في إشارة إلى الجزر الإماراتية المتنازع عليها. في سياق آخر، نفى مصدر في «فيلق القدس» أن يكون نائب الأمين العام لـ «حزب الله» نعيم قاسم لجأ إلى طهران في 5 الجاري على متن طائرة عراقجي الذي زار بيروت.
وقال المصدر إن طهران عرضت بالفعل على قاسم وغيره من قيادات الحزب اللجوء إليها لكنه رفض. وفيما بدا أنه رد على موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي حول رفض «التدخل الإيراني ومحاولات فرض الوصاية على لبنان» والتي نالت دعماً من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف إن «الركيزة الأساسية للشعب اللبناني وقادته ومسؤوليه هي إيران ومرشدها وشعبها» في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. وكان ميقاتي رفض تدخل إيران بعد تصريح نقل عن قاليباف قال فيه إن إيران مستعدة للتفاوض مع فرنسا حول القرار 1701.