إسرائيل: نعمل داخل إيران ولن نسمح بتسلحها نووياً

جدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تهديدات بلاده بالتحرك العسكري ضد طهران، مؤكداً أن «إيران تعلم أن إسرائيل تعمل من داخل أراضيها»، في وقت شهدت عدة مدن إيرانية احتجاجات شعبية تضمنت ترديد شعارات تطالب بـ «إسقاط المرشد»، بعد انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة.

بعد أنباء عن قصف إيران سفينة شحن مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في هجوم يبدو أنه يأتي انتقاماً لاعتداء على منشأة نووية إيرانية في يونيو الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إن طهران تعلم أننا نعمل داخل أراضيها، مؤكدا الاحتفاظ بحريّة العمل العسكري ضد طهران لمنعها من التسلّح الذرّي، في ظل احتمال نجاح مفاوضات فيينا غير المباشرة بينها وبين الولايات المتحدة بإحياء الاتفاق النووي.

وأضاف غانتس، في تصريحات لـ «القناة الـ 13»، أمس الأول، أن إسرائيل ستتخذ إجراءات متى وأينما اقتضت الضرورة، لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وتابع: «نحن في صراع مع إيران. علينا الدفاع عن أنفسنا. ونحن عازمون على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومنع سلوك إيران النشط والسلبي في منطقتنا. إنهم يدركون أننا نعرف كيف نتصرف».

وفي تصريحات منفصلة، أعاد غانتس تأكيده استعداد إسرائيل للتحرك ضد إيران.

وقال: «إسرائيل ستواصل التحرك بكل إمكاناتها المتاحة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ولمنع جهودها لإعادة التسليح، أو ترسيخ وجودها، أو إلحاق الضرر بإسرائيل، من الجو، أو البر، أو المجال السيبراني، أو البحر. سنفعل ذلك في الزمان والمكان المناسبين لنا، وسنحافظ على تفوّقنا العسكري من أجل استقرار المنطقة وأمنها».

شك وعجز

وذكر موقع «والا» الاستخباراتي الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت عقد اجتماعا مع وزير الخارجية يائير لابيد، ووزير الدفاع، ومسؤولين كبار آخرين في الأمن القومي، لمناقشة تطور محادثات فيينا بشأن إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن المناقشات السياسية التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي ومسؤولون آخرون، تركزت على مراجعة وضع المحادثات النووية، وما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي مطلع أغسطس المقبل.

ووفق الموقع، فإن «الشكّ الرئيسيّ» لدى إسرائيل هو ما إذا كان الإيرانيون على استعداد للعودة إلى الاتفاق، أو ما إذا كانت المحادثات في فيينا تُستخدم من قِبَلهم لـ «كسب الوقت» فقط مع تسريع ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم.

ولاحقاً، أقر مسؤول إسرائيلي كبير بأن حكومة بينيت ليست لديها القدرة على التأثير على بنود الاتفاق المتبلور في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني؛ فضلا عن أنها تتجنب مواجهة إدارة الرئيس الأميركي جون بايدن، على اعتبار أن مثل هذه المواجهة تسهم فقط في إلحاق ضرر بمصالح الدولة العبرية.

ونقلت صحيفة هآرتس، في عددها الصادر أمس، عن مسؤول مطّلع على طابع الاتصالات التي تجرى بين تل أبيب وواشنطن بشأن الاتفاق مع طهران قوله: «ليس لدى إسرائيل الوسائل التي يمكن تهديد الأميركيين بواسطتها».

وأضاف: «في مفاوضات فيينا هناك احتمالان لا ثالث لهما، إما العودة إلى بنود الاتفاق الأصلي الذي وقّع في 2015، أو ألا يتم العودة إلى هذا الاتفاق»، في إشارة إلى عدم مناقشة أي قضايا أخرى مع طهران بشأن تسلّحها الباليستي أو أنشطتها في المنطقة ودعمها للجماعات المسلحة.

وحسب الصحيفة، فإنّه في ظل إدراك إسرائيل بحقيقة عجزها عن التأثير على الاتفاق المتبلور في فيينا، فإنها تحاول حالياً التأثير على بنود الاتفاق المستقبلي والنهائي الذي يفترض أن يوقّع بعد 9 أعوام؛ مشيرة إلى أنه وفق اتفاق 2015، فإن القيود على المشروع النووي الإيراني ستتوقف بحلول عام 2030. وذكر المسؤول الإسرائيلي أن الأميركيين يخططون لإنهاء كل العقوبات على إيران فقط مع التوصل إلى الاتفاق النهائي في 2030.