المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الثلاثاء 29 تشرين الأول 2024 14:58:30
الرد الإسرائيلي على عملية الوعد الصادق 2 الإيرانية التي استهدفت تل ابيب جاء دون المتوقع حتى انه كان موضع تباين وانقسام في الداخل الإسرائيلي وأعربت وسائل اعلام عديدة عن نوع من خيبة الأمل . وقالت ان خلاصة الاضرار بعد الهجوم الإسرائيلي على ايران تفاهة وان الرد كان ضعيفا ولا يرقى الى مستوى التهديدات التي اطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يواف غالانت .
نتنياهو تلقى انتقادات من اليمين واليسار . وقال رئيس المعارضة يائير لابيد ان قرار إسرائيل تحديد الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية الإيرانية من الهجوم كان خطأ .
بدورها أعلنت ايران ان الهجوم نفذ من خارج الأجواء الإيرانية وسخرت من ادعاءات إسرائيل مشاركة اكثر من مائة طائرة بالهجوم .وعلى الرغم من تقليل طهران من حجم ونتيجة الهجوم الإسرائيلي نقلت وسائل اعلام عن مسؤولين اميركيين عدم استبعادهم ردا إيرانيا محدودا وان لم يصدر عن طهران موقفا بذلك .
رئيس مركز الشرق الاوسط للأبحاث والدراسات العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر يؤكد لـ "المركزية" ، وجود روايتين، الأولى إيرانية مفادها ان الضربة كانت محدودة للغاية ولم تؤد الى خسائر باستثناء مقتل شخصين . اما الثانية فإسرائيلية وفيها الكثير من المبالغة تقول ان 200 طائرة مقاتلة دمرت العديد من القواعد العسكرية الإيرانية ومنها (اس 300) الوحيدة التي تم الاعتراف بها . الملاحظ ان الحياة عادت طبيعية في ايران بعد اقل من ساعتين على الضربة الإسرائيلية ما يدل ان عملية الاستهداف كانت مدوزنة ومدروسة وبإخراج أميركي ، بحيث لا تؤدي الى تفلت الأمور وتوسيع رقعة الحرب الدائرة ، مع العلم ان طهران كانت تبلغت من الجانبين الأميركي والروسي بموعد العملية ومحدوديتها .ومن البديهي والطبيعي ان تدعي ايران الاحتفاظ لنفسها بحق الرد لكن ذلك في رأيي مجرد موقف كلامي واعلامي .
ونفى جابر سقوط نظرية الحرب الشاملة، معتبرا ان تدخل الحوثيين في القتال في حال تصاعد وتيرته اكثر فاكثر بين إسرائيل وحزب الله واغلاقهم الممر المائي في باب المندب، هو ما يؤلم الولايات المتحدة الأميركية ،كون ذلك سيؤدي الى ضرب الشريان الأساسي للتدفق النفطي وضرب حركة التجارة العالمية . خلاصته ان ايران لن تخوض الحرب على ما اكدت هي تقاتل بأذرعها .
ويختم جابر املا في ان يؤدي الحراك الدبلوماسي العربي والغربي على ساحتي غزة ولبنان الى خواتيم مقبولة، خصوصا وان إسرائيل بدت أخيرا متعبة وغير قادرة على الاستمرار طويلا بحرب الاستنزاف القائمة على اكثر من جبهة .