المصدر: صوت بيروت انترناشونال
الكاتب: ثريا شاهين
الجمعة 21 شباط 2025 10:42:20
هناك دائماً إشكالية وتعقيدات في العلاقات اللبنانية-الإيرانية، قبل الحرب الإسرائيلية ونتائجها، كما بعدها. إيران لا تقبل بلبنان سيد حر مستقل ودولة ذات سيادة على كامل أراضيه، تماماً كما كان النظام السوري. والسؤال كيف يفترض أن تكون عليه العلاقات بين بيروت وطهران منذ الآن وصاعداً؟
تقول مصادر ديبلوماسية، أن السياسة الحكيمة تقتضي بالتعامل مع إيران كدولة عادية. ان فئة من داخل لبنان مرتبطة بها على الرغم من الدمار والخراب والقتلى الذين تكبدتهم هذه الفئة ولبنان أيضاً. وهذه الفئة لم تقوَ بعد على فك الارتباط مع إيران التي يتم تطويقها إسرائيلياً ودولياً. وهذه الفئة تريد بالمقابل حيث ليس بمقدورها فعل شيء مع إسرائيل والولايات المتحدة، أن تخرب على المسار الجديد الذي بدأ لبنان يسلكه. التعويل الآن بحسب المصادر، على دور أساسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث يجب أن يكون دوره أكبر ومعززاً أكثر بالنسبة إلى هذا الموضوع. اذ يفترض أن تنحو هذه الفئة صوب الاعتدال الشيعي الذي يتصاعد شيئاً فشيئاً.
وتؤكد المصادر، أن العلاقات يفترض أن تكون عادية، من دون الوضعية المميزة والاستثنائية لإيران والتي انتهت إلى غير رجعة. من مصلحة لبنان أن تكون لديه علاقات جيدة مع كل دول العالم تقوم على الاحترام المتبادل، وعلى أسس الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يحدد كيفية تبادل العلاقات بين الدول، واتفاقية ڤيينا للعلاقات الدولية.
الضربة العسكرية على إيران لا تزال واردة بحسب المصادر. لكن إيران تحرص على مصالحها ونظامها وليس بلدها وشعوبها وأثبتت أنها ورَّطت الكل ولم تتأثر حتى الآن. وقد تلجأ إلى تعديلات على برنامجها النووي لتلافي الضربة. إيران استخدمت المعاملة بالمثل في موضوع الطيران إلى لبنان من أجل الضغط على لبنان. إنما الموضوع الأساسي هو في مكان آخر. الموضوع هو أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة تريد استرداد لبنان لسيادته، وتلافي إطلاقاً أن يكون ممراً للتهريب لا للسلاح ولا للأموال ولا للأشخاص المشكوك بأمرهم.
إيران، تريد أن تبقى علاقتها ب”حزب الله” كما في السابق وتريد أن يبقى مفهومها للبنان كما في السابق. مع أنه لا مانع لديها بالعلاقة مع الدولة على أن تبقى هذه العلاقة مثلما كانت علاقة مستقوي ومستضعف. الآن وفقاً للمصادر، تحاول الدولة اللبنانية أن تصحح هذا المسار وهي ملتزمة بعد الحرب الإسرائيلية التي كانت أذرع إيران وراءها، أن تصحح المسار وتحافظ على سيادتها ووحدة أراضيها وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دولياً. وهذه المسألة أيضاً مطلوبة دولياً. والأمر ليس سهلاً بالنسبة إلى لبنان لأن إيران لن تستسلم بهذه السهولة، كما تشير تفاصيل الاتصالات معها حول حل مشكلة اللبنانيين العالقين في مطار طهران والذين يريدون العودة. السؤال إلى أين مستعدة إيران أن تصل وما مدى استعدادات الدولة اللبنانية أن تقف في وجهها.
وتشير المصادر إلى أن إيران وأتباعها في المنطقة قرأوا الأمور بشكل خاطئ منذ السابع من أكتوبر 2023، وقاموا بأخطاء استراتيجية عبر تقدير مبالغ به ومضخَّم لقدراتهم وقوتهم، ولم يتطلعوا أبداً إلى قدرات إسرائيل وتطورها التكنولوجي ومن خلفها الولايات المتحدة. والأخيرتين استفادتا من الوضع في ظل حدث السابع من أكتوبر لينهالوا على إيران ونفوذها وأذرعتها.
حالياً ليست واضحة خطوط أي مشروع للتفاهم الأميركي مع إيران، وعلى أي أساس، وما هي استعدادات إيران لتقديم تنازلات. لكن أي اتفاق بين الطرفين بعد ضربة عسكرية أو من دونها سينعكس على العلاقة التي ستعتمدها إيران مع لبنان الذي تضغط واشنطن وتل أبيب في موضوع فرض سيادته على كامل أراضيه.