المصدر: النهار
الأحد 20 شباط 2022 18:31:35
أثبتت الفحوص، اليوم الأحد، إصابة الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا بكوفيد-19، مما يزيد المخاوف على صحة أقدم ملوك العالم بعد أسبوعين من الاحتفال بمرور 70 عاما على توليها عرش المملكة المتحدة.
وقالت الملكة البالغة 95 عاما، والتي تلقت بالكامل التطعيم ضد فيروس كورونا، قبل أربعة أيام لموظفي القصر الملكي إنها لا تستطيع التحرك كثيرا. وقضت الملكة ليلة في المستشفى في تشرين الأول بسبب مرض لم يحدد.
وقال القصر: "أثبتت الفحوص إصابة الملكة بكوفيد... جلالتها تعاني أعراضا تشبه الإصابة بنزلة برد خفيفة ومن المتوقع أن تواصل مهام بسيطة في قصر وندسور هذا الأسبوع".
وأضاف: "ستواصل تلقي العناية الطبية وستتبع كل الإرشادات المناسبة".
وثبتت إصابة عدد من الموظفين بكوفيد-19 في قصر وندسور، القلعة القديمة التي قضت فيها الملكة معظم أوقاتها خلال عمليات الإغلاق لاحتواء الوباء.
كان ولي العهد، الأمير تشارلز (73 عاما)، قد انسحب من إحدى المناسبات في وقت سابق هذا الشهر بعد إصابته بكورونا للمرة الثانية. وقال مصدر في القصر إنه كان قد قابل الملكة قبلها بأيام فقط.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على تويتر: "إنني على يقين من أنني أتحدث نيابة عن الجميع في تمني الشفاء العاجل لجلالة الملكة من فيروس كورونا والعودة إلى كامل صحتها وحيويتها".
تفان في أداء الواجب
أحيت الملكة بهدوء الذكرى السبعين لاعتلائها العرش في أوائل شباط.
ارتقت إليزابيث عرش بريطانيا وأكثر من عشر دول تابعة للتاج من بينها كندا وأوستراليا ونيوزيلندا عندما توفي والدها الملك جورج السادس في 6 شباط 1952، بينما كانت في زيارة لكينيا ضمن جولة خارجية.
والملكة إليزابيث هي أول ملوك بريطانيا التي تقضي سبعة عقود على العرش وهي من أسرة ترجع أصولها لألف سنة مضت للملك وليام الأول الذي غزا انجلترا عام 1066.
وتعتبر أبرز إنجازات الملكة الحفاظ على شعبية النظام الملكي البريطاني في مواجهة التغير السياسي والاجتماعي والثقافي الشديد.
عندما اعتلت إليزابيث العرش، كان جوزيف ستالين على رأس الاتحاد السوفياتي السابق، وماو تسي تونغ زعيما للصين، وهاري ترومان رئيسا للولايات المتحدة، فيما كان ونستون تشرشل رئيسا لوزراء بريطانيا.
وخلال حكمها تعاقب 14 رئيسا على رئاسة الولايات المتحدة، التقت بهم جميعا باستثناء ليندون جونسون.
ونال تفاني إليزابيث الهادئ في أداء الواجب التأييد والاحترام في المملكة المتحدة، ودول الكومنولث الأوسع، بعكس الفضائح التي عصفت بأعضاء آخرين من العائلة المالكة.
مستقبل الملكية
حاولت الملكة خلال السنوات الماضية نقل المزيد من الواجبات إلى وريثها تشارلز وابنه الأكبر الأمير وليام وزوجته كيت.
ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن المستقبل. وإذا كانت الملكية آمنة في ظل عمق الاحترام للملكة التي لا تزال على قيد الحياة، فإن المستقبل غير مؤكد بذات الدرجة.
يرى المؤيدون الملكة على أنها شخصية موحدة تعزز مكانة بريطانيا واقتصادها. ويقول المعارضون إن الملكية حصن لامتيازات غير مستحقة، يمولها جزئيا دافعو الضرائب ويقوضها سلوك بعض أعضاء العائلة المالكة.
وأجرى الأمير أندرو، الابن الثاني للملكة إليزابيث، تسوية لدعوى قضائية رفعتها فرجينيا جوفري الأسبوع الماضي متهمة إياه بالاعتداء عليها جنسيا عندما كانت صبية. ونفى آندرو، الشريك السابق لرجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، الاتهامات بأنه أجبر جوفري على ممارسة الجنس قبل أكثر من عقدين عندما كانت تبلغ 17 عاما.
وفي غضون ذلك، تخلى الأمير هاري، العضو الأكثر شعبية في وندسور، وزوجته الأميركية ميغان عن واجباتهما الملكية للانتقال إلى لوس انجليس. وقالت ميغان العام الماضي إن المخاوف أثيرت داخل العائلة المالكة حول لون بشرة ابنهما.
كما قالت الشرطة البريطانية الأسبوع الماضي إنها بدأت تحقيقا في مزاعم وردت في تقارير إعلامية بأنه جرى تقديم وسام بريطاني لمواطن سعودي مقابل تبرعات لإحدى الجمعيات الخيرية للأمير تشارلز.
وبالنسبة للعديد من البريطانيين، تحظى الملكة بتقدير بالغ.
ومع انتشار خبر إصابتها بكوفيد-19، حملت لوحات الرسائل في محطات مترو الأنفاق في لندن رسالة تتمنى الشفاء للملكة وتدعوها للاسترخاء والخلود للراحة.