إصابة لامين يامال تفجر أزمة بين برشلونة والاتحاد الاسباني

تصاعدت الأزمة بين نادي برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم بعد تصريحات هانسي فليك، مدرب الفريق الكاتالوني، حول إدارة المنتخب الإسباني لحالة لاعبه الشاب لامين يامال خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، تصريحات فليك، التي أشار فيها إلى سوء تعامل الاتحاد مع اللاعب وإهمال صحته، أثارت دهشة واسعة داخل الاتحاد، مما جعل الأزمة تتصدر المشهد الإعلامي في إسبانيا وتفتح باب التساؤلات حول العلاقة بين الأندية والمنتخبات الوطنية.

رد الفعل الفوري للاتحاد الإسباني
ووفقا لما نشرته صحيفة "سبورت" الإسبانية، فقد أكدت مصادر داخل الاتحاد الإسباني أن فليك تفاجأ برد الفعل الرسمي تجاه تصريحاته، مشيرة إلى أن المنتخب لم يكتشف أي مشكلة طبية تمنع يامال من المشاركة في مباراتي بلغاريا وتركيا. 

وأوضح المسؤولون الطبيون أن اللاعب كان في حالة جيدة خلال تواجده مع المنتخب، وشارك بشكل طبيعي في المباريات، حيث لعب 79 دقيقة ضد بلغاريا و73 دقيقة ضد تركيا، دون أن يعاني أي مشاكل صحية تمنعه من ذلك.

وأضافت المصادر للصحيفة الكاتالونية أن التواصل بين نادي برشلونة والاتحاد لم يشهد أي إنذار مسبق حول أي إصابة محتملة ليامال، كما أن اللاعب لم يذكر لأي من أعضاء الطاقم الفني للمنتخب أي ألم أو انزعاج، وأن أحد أخصائيي العلاج الطبيعي في المنتخب، فرناندو غالان، هو نفسه المسؤول عن متابعة لاعبي برشلونة خلال تواجدهم مع المنتخب، ولم يلاحظ أي مشاكل تستدعي القلق.

تصريحات هانسي فليك وتأثيرها

في مؤتمر صحافي قبيل مواجهة برشلونة مع فالنسيا، قال فليك: "من المؤسف أنه غادر معنا وهو يشعر بالألم، لقد تم إعطاؤه مسكنات ولعب 73 و79 دقيقة، وبين المباريات لم يتدرب، هذا ليس اهتماماً حقيقياً باللاعبين، إسبانيا تملك أفضل اللاعبين وأفضل منتخب، لكنهم لم يهتموا باللاعبين، وهذا ما يمكنني قوله، أشعر بخيبة أمل كبيرة".

تلك التصريحات أثارت مفارقة داخل الاتحاد، إذ أن النسخة الرسمية تشير إلى أن اللاعب لم يُظهر أي انزعاج خلال المباريات أو التدريبات، باستثناء أول جلسة تدريبية قام فيها برياضة ركوب الدراجة مع زميله نيكو ويليامز، وذلك فقط نظراً لمشاركته في مباراة الأحد السابق ضد رايو فاليكانو.

الاتحاد يوضح التزامه برعاية اللاعبين

ونشرت صحيفة "آس" تصريحات من أحد المصادر داخل الاتحاد الاسباني لكرة القدم، والذي أكد أن التواصل مع برشلونة مستمر ودائم، مشيرة إلى حالات مشابهة حدثت مع لاعبين آخرين مثل غافي من برشلونة، ويرييمي بينو من كريستال بالاس، وفابيان رويز من باريس سان جيرمان، حيث تم إرسال بعضهم إلى ديارهم أو حتى لم يسافروا إلى مدريد للانضمام للمنتخب، وهذه الأمثلة، بحسب الاتحاد، تعكس الالتزام الحقيقي بالحفاظ على صحة اللاعبين وسلامتهم.

ما بعد الأزمة

تفتح هذه الواقعة النقاش حول العلاقة بين الأندية والمنتخبات الوطنية، وخصوصاً فيما يتعلق بإدارة اللاعبين الشباب والحفاظ على صحتهم، ومع تبقي استدعائين للمنتخب قبل نهاية 2025، للقاءات ضد جورجيا وبلغاريا في تشرين الأول/ أكتوبر، فإن الحاجة إلى حل سريع للأزمة بين برشلونة الاتحاد الاسباني أصبحت ملحة لتجنب أي تأثير سلبي على مشاركة اللاعبين أو نتائج الفريقين.

وفي ظل الخلاف، يبقى اللاعب لامين يامال محور الاهتمام، ليس فقط بسبب مستواه الفني، بل أيضاً كرمز للتحديات التي تواجه إدارة اللاعبين بين الأندية والمنتخبات، مما يجعل هذه القضية أحد أبرز الملفات الساخنة في كرة القدم الإسبانية هذا الموسم.