إطلاق موجة صواريخ جديدة على إسرائيل والأخيرة تستهدف صمام أمان المقاتلات الإيرانية

أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" عن بدء الموجة العاشرة من الهجمات المركبة والمركزة التي تشنها القوات المسلحة الإيرانية على إسرائيل.

وأشارت الوكالة إلى أنه "تم إطلاق الصواريخ من مناطق مختلفة من إيران، وهي في طريقها نحو إسرائيل".

في المقابل، كانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن قاعدة "الثامنة الجوية" ومركز تصنيع الطائرات المسيّرة في مدينة أصفهان الإيرانية، قد تعرّضا صباح اليوم الثلاثاء، لهجوم صاروخي من قبل الجيش الإسرائيلي.

ويأتي هذا التطور ضمن اليوم الخامس من الحرب المفتوحة بين إيران وإسرائيل، وسط تصاعد ميداني وتحذيرات دولية متزايدة.

وقالت وكالة أنباء "مهر"، إن القاعدة الجوية الثامنة في أصفهان، المعروفة باسم منطقة الشهيد بابايي الجوية، قد تعرّضت لهجوم صاروخي ضمن سلسلة غارات نفذها الجيش الإسرائيلي.

ويكتسب هذا الهجوم أهمية بالغة نظرًا للمكانة الاستراتيجية التي تحتلها هذه القاعدة في منظومة الدفاع الجوي الإيراني، فضلًا عن كونها مركزًا رئيسًا لصيانة المقاتلات وتدريب الطيارين.

وتُعد قاعدة أصفهان من أقدم وأهم القواعد الجوية في إيران، وقد تأسست مطلع سبعينيات القرن الماضي بالتزامن مع شراء طائرات F-14 Tomcat من الولايات المتحدة، وبفضل موقعها الجغرافي في قلب البلاد، تحولت منذ ذلك الحين إلى قاعدة محورية تغطي المجال الجوي الإيراني من الشمال إلى الجنوب.

وخلال الحرب العراقية–الإيرانية (1980–1988)، لعبت القاعدة دورًا رئيسًا في تنفيذ عشرات العمليات الجوية، أبرزها عملية "كمان 99"، كما شاركت في حماية الأجواء الإيرانية وأسقطت عددًا كبيرًا من الطائرات المعادية.

والقاعدة الثامنة ليست فقط منشأة عسكرية، بل تُعد مركزًا لوجستيًا وتقنيًا أساسيًا في سلاح الجو الإيراني، فهي المقر الرئيس لصيانة طائرات F-14، وF-7، والطائرات التدريبية PC-7.

وعقب الثورة الإيرانية، أُسست داخلها كلية الطيران، التي تُخرّج الطيارين المقاتلين وتُعد من أهم المؤسسات التعليمية العسكرية في البلاد، حيث تضم القاعدة لواءين جويين مستقلين: أحدهما للعمليات والآخر للتدريب.

وسُمّيت القاعدة لاحقًا باسم منطقة الشهيد بابايي الجوية، تخليدًا لذكرى الطيار الإيراني البارز عباس بابايي، الذي قتل عام 1987 خلال الحرب، وقد شهدت القاعدة خلال تسعينيات القرن الماضي حادثة مأساوية أدّت إلى مقتل قائدها آنذاك، العميد منصور ستاري، وعدد من كبار الضباط إثر تحطم طائرتهم في محيط القاعدة.

والهجوم الأخير الذي طال القاعدة يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن قدرة الدفاع الجوي الإيراني على حماية منشآته الحيوية، كما يسلّط الضوء على تحول نوعي في أهداف إسرائيل داخل إيران، بعد استهداف منشآت نووية ومراكز أبحاث، وصولًا إلى قلب البنية التحتية العسكرية التقليدية.