المصدر: المدن
السبت 6 شباط 2021 18:25:47
لم تهدأ عاصفة اغتيال لقمان سليم لليوم الثالث على التوالي. فها هي حملات التخوين تطال النائب أسامة سعد، لأنه إدان جريمة الاغتيال المروعة. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أمين عام التنظيم الشعبي الناصري في صيدا إلى حملات تخوين من جمهور حلفائه في الممانعة. ومن "الإدانات - الشتائم" التي انهالت عليه وعلى تنظيمه عبر شبكات التواصل، نذكر: "صرمايتنا جابتك نائب".
الخائن الدائم
فما أن أصدر "التنظيم" يوم أمس الجمعة 5 شباط الجاري، بياناً استنكر فيه "الاغتيال السياسي" الذي تعرض له الكاتب الباحث والناشط السياسي لقمان سليم، حتى انهالت حملة تخوين سعد وتنظيمه. وكان حدث التخوين نفسه عندما اتخذ مواقف تصعيدية خلال انتفاضة 17 تشرين، ولم ينسحب من ساحات التظاهرات، بعدما طلب أمين عام حزب الله حسن نصرالله من حلفائه الانسحاب من الساحات.
وما أن أدان التنظيم أمس "جريمة اغتيال الناشط السياسي والإعلامي لقمان سليم"، معلناً "رفضه أساليب الاغتيال السياسي والإرهاب والتهديد والتخوين"، مؤكداً "مواجهة نهج القمع والهيمنة والإقصاء"، مشدداً "على التنوع الفكري والسياسي وعلى حماية الحريات العامة، وعلى أن الحرية والتنوع هما من الشروط الأساسية للديمقراطية، أما الإقصاء وقمع الرأي الآخر فيقودان إلى الاستبداد والتصحر السياسي.. وحذر من خطر أساليب العنف والقمع والاغتيال على الأمن والاستقرار"، حتى انهالت عليه الشتائم وإدانات جمهور الممانعة.
استقالات من التنظيم
وبعد هذا البيان بدأت حملات تخوين سعد وشتمه واتهامه "بقبض الأموال من السفارات". ومنن عليه البعض فوزه في الانتخابات النيابية قائلين "لن تحصل على أي صوت منا بعد اليوم". وهذا ما حمل عضو المكتب السياسي في التنظيم الصيداوي، محمد حمزة البزري وأولاده على تقديم استقالتهم من التنظيم، "انسجاماً مع قناعاتي ولكي أسهل لكم تموضعكم الجديد الذي اختلفنا حوله كثيراً من دون جدوى. وجدت نفسي مضطراً إلى أن أتخذ قرار الاستقالة من مهامي في التنظيم ولم يعد لي أي علاقة به"، كما قا في بيان.
وفيما راح رواد التواصل الاجتماعي يتحدثون عن استقالات أخرى من "التنظيم" من قيادات رفيعة المستوى، نفت مصادر "المدن" حصول استقالات واقتصر الأمر بعض الأسخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، والأمر لم بحث داخل "التنظيم" بعد.
ولفتت المصادر إلى وجود تخوف من استقالات أخرى قد تشكل تحدياً للتنظيم. فأسامة سعد منذ بداية 17 تشرين اتخذ مواقف متقدمة تأييداً للانتفاضة وانخرط فيها انطلاقاً من موقعه الطبيعي في الوقوف مع الناس ضد السلطة وأركانها. وهو مصر أن يظل التنظيم في موقعه الطبيعي هذا في الشارع. بينما هناك من يصر على عدم الخروج من عباءة "حزب الله"، أو إعادة النظر في السياسة التي انتهجت طوال السنة الفائتة. وبالتالي ربما يلجأ التنظيم إلى إصدار بيان توضيحي لبيان الإدانة بعد هذا الكم الهائل من الضغوط.
وفي مقابل هذه الحملة الإلكترونية التخوينية على البيان انبرى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الدفاع عن نائب صيدا نجل الشهيد معروف سعد. وتضامنوا معه شاهدين له على وطنيته ووقوفه بوجه السلطة واركانها، وأنه صوت الفقراء، وانفراده عن كل حلفاء حزب الله، باتخاذ مواقف تصعيدية.