إغراء ينتهي بالخطف أو القتل فهل تُشعِل تل أبيب وطهران المنطقة بالجنس والجرائم؟!

كتب أنطوان الفتى في أخبار اليوم: 

تمضي إيران في لَمْلَمَة آثار الهجوم الغامض على منشأة "نطنز" النووية، والتي استقبلت بها إسرائيل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وذلك على وقع حرب إسرائيلية - إيرانية غير تقليدية، على أكثر من مستوى. 

عروض

وفيما أكد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب لن تسمح لطهران بامتلاك السلاح النووي مُطلَقاً، على وقع تعهُّد أوستن بالتزام الولايات المتحدة الأميركية بأمن إسرائيل، وبتعزيزه، وبالتفوُّق العسكري النوعي لتل أبيب، كشفت الإستخبارات الإسرائيلية أن عملاء لإيران حاولوا إغراء إسرائيليين إما بعروض تجارية، أو بلقاءات رومانسية، في محاولة لأذيّتهم أو خطفهم. 

انفجار؟

وقام عملاء إيران بإنشاء صفحات مزيّفة على "إنستغرام"، لنساء أو شبان، يعملون في قطاع السياحة، واتّصلوا بإسرائيليين وإسرائيليات يمارسون أعمالاً تجارية في تركيا ودول عربية وخليجية تقيم علاقات مع تل أبيب، وفي دول أفريقية وأوروبية.

فمن تبادُل استهداف السُّفُن في البحر، مروراً باستهداف الأنشطة النووية لإيران، وصولاً الى عوالم الإغراء والرومانسية، هل ينفجر الشرق الأوسط غراماً وانتقاماً؟ 

"النووي"

أشار خبير في الشؤون الإقليمية والدولية الى "أنّنا في مرحلة حرب الـ un peu de tout بين إسرائيل وإيران، من بحار المنطقة، الى البرّ في سوريا، مروراً بالإغتيالات، وصولاً الى الهجمات السيبرانية، والإستعانة ببعض العملاء والوكلاء".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "تلك الحرب تسير على وقع استراتيجيا إسرائيلية أساسية تقوم على عَدَم السّماح لطهران بامتلاك السلاح النووي". 

اتّفاق

وشدّد المصدر على أنه "رغم التنسيق الأمني الإسرائيلي - الروسي الكبير والمتزايد، و(رغم) العلاقات الإسرائيلية - الصينية، إلا أن إسرائيل لن تكون ولاية روسية - صينية في الشرق الأوسط، وذلك تماماً كما أن محور موسكو - بكين - طهران يقف عند الحدود التي تبدأ بعدها مصالح تل أبيب. فيما وثيقة التعاون الاستراتيجي الصينية - الإيرانية لا تزال "اتّفاق إطار"، لا شيء مكرّساً فيه على مستوى عملي بَعْد".

وأكد أن "العودة الأميركية - الإيرانية الى طاولة فيينا من جديد، هدفها التوصُّل الى اتّفاق. وكل ما يحصل حالياً، يقع في الإطار التحضيري لاتّفاق".

وقال:"الإتّفاق الأميركي - الإيراني حتمي، واستنهاض الديبلوماسي روبرت مالي من قِبَل واشنطن من جديد، يعني الكثير في هذا الإطار. فإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل على أساس أن إيران حاجة وضرورة للولايات المتحدة، في مواجهتها مع الصين". 

مصالح

وأوضح المصدر:"حتى ولو كانت إيران دولة إسلامية عقائدية، إلا أن لا عواطف في العلاقات بين الدّول. وبالتالي، هي (إيران) لن تجد حَرَجاً في الانفتاح على الولايات المتحدة، وعلى التعاون معها، في بعض الأمور التي قد تزعج الصين".

وذكّر بأن "إيران الإسلامية تلتقي مع الصين الشيوعية، أي الكافرة، منذ وقت طويل. وبالتالي، لا مبادىء في السياسة، والمصالح هي التي تتحكّم بكلّ شيء". 

رئيس جديد

وأكد المصدر أن "الحرب الإسرائيلية - الإيرانية مستمرّة في الشرق الأوسط، الى أن يحين موعد التوقيع على الإتّفاق الأميركي - الإيراني الجديد".

وأضاف:"تتضارب الإشارات والمعطيات حول إمكانيّة جَمْع إسرائيل وإيران معاً، بعد الإتّفاق بين واشنطن وطهران. ولكن لا بدّ أوّلاً من جَمْع إيران والسعودية معاً. وهذا ينتظر إنهاء حرب اليمن. أما تركيا، فلا مشكلة لديها بدخول الصين الى إيران، إذ إن لعبة المصالح المشتركة هي التي تتحكّم بمستقبل هذا المسار".

وختم:"لا بدّ من الانتظار الى ما بَعْد الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران القادم. فصحيح أن "مرشد الجمهورية" (علي خامنئي) هو الذي يتحكّم بالسياسة الخارجية، وبالقرار العسكري، إلا أنه بات منذ أشهر، بحاجة الى رئيس غير الحالي (حسن روحاني) لإبرام اتّفاقيات جديدة، سواء مع الأميركيين، أو مع الصينيين".