المصدر: Kataeb.org
الكاتب: زخيا زغيب
الأربعاء 1 آذار 2023
في بلدٍ تنهش الازمة الاقتصادية كامل مؤسساته، هناك معضلة لا بد من تسليط الضوء عليها لمدى أهميتها والتي ما زال كثيرون لا يكترثون لها، "إضراب المدارس".
في عودة سريعة للوراء وعند اندلاع ثورة 17 تشرين من رحم وجع المواطن، كان لطلاب والتلاميذ حصة كبيرة من اغلاق المدارس والغياب عن مقاعد الدراسة، حينها كان الرهان أنها تضحية في عدد من الأيام عله تكون هذه الانتفاضة بداية جديدة في بناء وطن.
ليعود بعد أشهر قليلة وتغلق المدارس بسبب جائحة كورونا فترة لا تقل عن عام كانت مدموجة مع تعليم عن بعد إنما لم تكن عملية ناجحة لعدم توفر التيار الكهربائي عند كافة الطلاب وحتى الأساتذة بالإضافة للإنترنيت.
وبعد تخطي مرحلة الوباء، كانت المدارس، الأساتذة والطلاب ضحية الازمة الاقتصادية التي كبلت البلاد، فكانت إضرابات الاساتذة طاغية على الساحة للمطالبة بتحسين الأجور.
فعلياً يكون القطاع التربوي دخل في عامه الرابع من التخبط والطلاب خارج صفوفهم.
بين مطالب وحقوق الأساتذة وبين مستقبل الجيل الصاعد من الطلاب، موقف محرج ما من أحد أن يأخذ به طرف، فالأساتذة على حق في تأمين أدنى حقوقهم، والطلاب يخسرون ربيع العمر دون تعليم أو تعليم بمستوى متدني.
استناداَ لما ذكرناه نتوجه الى الأساتذة ونعي أن ما سنقوله صعب جداً فأنتم أهل ولديكم عائلات من مسؤوليتكم: انما لا تنسوا أنكم من يربي وينشأ أجيال المستقبل أي مستقبل الوطن، اذاً انتم ركن أساسي في بناء الوطن. في الماضي عندما تطلب الوطن الصمود لم يبخل سلفكم التضحية التي كانت في اغلب الأحيان التضحية بأرواحهم مقابل بقاء وطن، أما أنتم اليوم يتطلب الظرف تضحية منكم وقد تكون لفترة وجيزة وبقسم من مكتسباتكم المادية والتي ستكون مساهمة في احياء وطن جديد على أيدي أجيال تأسست على فكركم.
والى الطلاب نتوجه ايضاَ: كونوا على قدر طموحات اساتذتكم وكونوا أوفياء لتضحياتهم عبر نتائجكم المتفوقة في كافة المجالات وعلى صعيدي الإقليمي والعالمي.
أما الى دولتنا او ما تبقى من دولة وسياسييها: لا تغيبوا الموضوع التربوي وتطوير المناهج عن اولوياتكم، وكونوا لمرة واحدة رجال دولة جميعكم لعودة الوطن الى مساره الصحيح، فبات الوطن أن ينحرف وقد تكون النهاية وشيكة.