إقتراح أميركي بوفد لبناني يمثل كل الطوائف للتفاوض مع إسرائيل

تتداول الأوساط السياسية اللبنانية معلومات عن اقتراح أمريكي بضم ثلاث شخصيات مدنية لبنانية تمثل الطوائف الإسلامية الرئيسة (شيعي، سني، درزي) إلى الوفد اللبناني المفاوض برئاسة السفير السابق سيمون كرم في لجنة «الميكانيزم» في الناقورة. 

وقالت مصادر سياسة لبنانية ،إن الاقتراح الأمريكي بضم ممثلين عن الطوائف الإسلامية في لبنان، يعكس سعي واشنطن  لتوفير غطاء إسلامي شامل، خاصة من قبل الطائفة الشيعية، وذلك بهدف تعزيز شرعية المفاوضات وفتح الباب أمام تسويات طويلة الأمد مع إسرائيل.

 ويشبه هذا الاقتراح  تركيبة الوفد اللبناني الذي وقّع اتفاق سلام في 17 مايو 1983 مع إسرائيل، إلا أنه ألغي قبل المصادقة عليه بعد أقل من عام أمام الرفض الشعبي والاعتراض السوري.

وبحسب المصادر اللبنانية التي تحدثت لـ"إرم نيوز"، فقد أبلغ السفير الأمريكي في بيروت ميشال عيسى مسؤولين لبنانيين، بمن في ذلك رئيس البرلمان نبيه بري، برغبة واشنطن في توسيع الوفد اللبناني ليشمل شخصيات مدنية إسلامية محايدة نسبياً، ليغطي الطيف الطائفي الكامل إلى جانب سيمون كرم (مسيحي ماروني).

وأوضحت المصادر ذاتها ،أن  الهدف الرئيس للاقتراح الأمريكي هو تجنب فشل إتفاق 17 أيار المبرم عام 1983، الذي انهار بسبب معارضة داخلية طائفية، وتوفير غطاء شيعي يُضعف معارضة حزب الله لأي تسوية مع إسرائيل. 

ويُصرّ الأمريكيون على هذا التمثيل لاعتقادهم بأنه يشكل ممرا إلزاميا لترسيخ الهدوء في المنطقة، خاصة في ظل الهدنة الهشة بين إسرائيل ومليشيا حزب الله التي شهدت انتهاكات يومية من قبل الجيش الإسرائيلي منذ دخولها حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.

كما يُمهّد توسيع التمثيل في الوفد اللبناني لفتح باب للمشاريع الاستثمارية الكبرى في الجنوب اللبنانية ،وإعادة إعمار لبنان وفق وجهة النظر الأمريكية التي تؤكد أن رفض المقترح من شأنه إطالة أمد التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.

وأكدت المصادر ترحيب رئيس البرلمان نبيه بري بالاقتراح الأمريكي بشرط وقف العدوان الإسرائيلي، فيما رفضه  حزب الله ،معتبره  محاولة لتقسيم الطوائف الإسلامية.

ومع اقتراب اجتماع «الميكانيزم» في 19 كانون الأول الجاري ، يبقى السؤال.. هل سيؤدي هذا الاقتراح إلى تسوية إسرائيلية -لبنانية، أم سيُفاقم التصعيد بين الجانبين ويُطيل أمد الهدنة الهشة؟