المصدر: النهار
الكاتب: نايلة تويني
الاثنين 9 كانون الاول 2024 07:33:52
قيل الكثير، وسيقال المزيد، ما دام الحدث الزلزالي قائماً، لكن افضل تعبير يذكره اللبنانيون كان كلام وليد جنبلاط عن "عدالة القدر"، اذ قال يوماً "أجلس على ضفة النهر وأنتظر، ولا بد ان يوماً ما ستمرّ جثة عدوي من امامي". وليد جنبلاط ونحن كنا نتفرج بالأمس القريب على سلسلة من الانهيارات والاغتيالات وسقوط الخصوم والأعداء، الذين هددونا، وهجرونا، وقتلوا ناسنا، وشمتوا بنا.
امس، أجرى الزعيم جنبلاط اتصالاً بالرئيس سعد الحريري، مؤكداً له أن "عدالة السماء تحققت بالنسبة للرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء 14 آذار بسقوط نظام بشار الأسد". وكان رد الرئيس الحريري: "الله يرحم والدك المعلم كمال جنبلاط"..
اتصال يختصر الواقع. الشهداء من عليائهم، وذووهم، ونحن منهم، يهللون لعدالة السماء. في طليعتهم كمال جنبلاط، وصولا الى رفيق الحريري، وجبران تويني، وسمير قصير، وبيار الجميل... والشهداء الاحياء مروان حمادة والياس المر ومي شدياق. ومئات اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية، كلهم يهللون لسقوط نظام الطاغية، ويرفضون ان تسكنهم عقدة الخوف من البديل، تلك العقدة التي تهدف الى تدجينهم وجعلهم أسرى واقع أليم.
لا شماتة هنا، خصوصا ان بشار الأسد لم "يتفحم"، ولم يصر جثة هامدة، وان كان ميتاً في ضميره واخلاقه، اذ لا نريد ان نكرر افعال الشامتين بنا التي رفضناها مراراً وتكراراً، لكن من حقنا ان نهلل لسقوط النظام السوري الذي أمعن في لبناننا طغياناً وإذلالاً وقتلاً وتدميراً. وتعداد مآثره يحتاج وقتاً طويلاً.
هنيئاً للشعب السوري، والمجد لشهداء الذين كانوا ضحيته.
اليوم اقول لجبران: نم هنيئاً.