تشكل الانتخابات الطالبيّة في الجامعة اليسوعيّة محطّة تدفع الأحزاب والقوى السياسيّة إلى الإنخراط بشكل مباشرٍ في هذا الإستحقاق الطالبي– الجامعي. فانتشار الـ USJ الكبير، كما مكانتها المرموقة على مستوى التعليم الفرنكوفوني، جعلاها مقصداً ووجهةً أساسيّة لعدد كبير من الطلاب، وتالياً ميداناً للتعبير عن توجهاتهم السياسيّة في كلياتها التي تتوزع بشكل أساسي على خمسة مجمعات ضمن بيروت، وهي: الأشرفيّة – هوفلان، المتحف– طريق الشام، الدكوانة – مار روكز، وثلاثة مجمعات في المحافظات الأخرى، تشمل رأس مسقا عند مدخل طرابلس في الشمال، وزحلة وتعنايل في البقاع، والبرامية شرق مدينة صيدا في الجنوب.

وهذا ما يعطي الانتخابات في اليسوعية «رونقاً خاصاً»، مع إشتداد حماوة المنافسة بين تحالف «الكتائب اللبنانية» و»الحزب التقدمي الإشتراكي» و»القوات اللبنانية» من جهة، وتحالف «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» من جهة أخرى، وذلك بالتزامن مع خوض حركة «طالب» التي تعكس توجهات «النادي العلماني» في USJ، وبعض المستقلين، الإنتخابات في بعض الكليات.

ومع تمحور المعارك الأساسيّة في الكليات الكبيرة، فإن المشهد يختلف بين كلية وأخرى، كما المنافسة. وفي هذا السياق، تشير أوساط تحالف «الكتائب – الإشتراكي – القوات» إلى خوض الانتخابات في 13 كلية. وبعد فوز هذا التحالف بـ53 مقعداً بالتزكية في 6 كليات، وهي: الإقتصاد 9-0، المعالجون الفيزيائيون 11-0، الاتصالات والمعلوماتية 9-0، العلوم المخبرية 6-0، التغذية 5-0، وإدارة الأعمال 13-0 التي طالما شكلّت أم المعارك في اليسوعية؛ تشتد المنافسة مع تحالف «حزب الله – التيار – أمل» في كلية الهندسة ESIB، وكلية الجامعة في زحلة، ويتوسع المشهد الإنتخابي إلى 3 لوائح مع إنضمام المستقلين إلى المعركة في كليتي العلوم وإدارة تكنولوجيا المعلومات IGE.

وتتركز المنافسة في كليتي طب الأسنان والصيدلة بين تحالف «الكتائب – الإشتراكي – القوات» والمستقلين.

أمّا كلية الحقوق – هوفلان، فإنّ المنافسة تتركز بشكل أساسي بين لائحة «القوات» وحلفائها من جهة، وحركة «طالب» من جهة أخرى، التي تسعى بدورها إلى توسيع مروحة التأييد لها بين الأحزاب غير المشاركة بشكل مباشر في الترشيحات، وتتقاطع بذلك مع «حزب الله– التيار– أمل» على الحدّ من فرص نجاح «القوات» وحلفائها في هذه الكلية بالذات.

بالتزامن، وعلى الرغم من «تقارب» حركة «طالب» مع «حزب الله – التيار – أمل» في كلية الحقوق، فإنّ عدم خوض تحالف «الكتائب – الإشتراكي– القوات» الإنتخابات في كلية الطب يجعل المنافسة حصراً بين «طالب» وتحالف «التيار – أمل – حزب الله».

أما لجهة «التيار الوطني»، فيلفت أحد المعنيين إلى خوض الإنتخابات في 9 كليات، من بينها الفوز بالتزكية في كلية الآداب. ويكشف أنّ «حزب الله – أمل» لا يخوضان الإنتخابات بشكل مباشر، إنما تأييدهما للائحة «التيار» يعود إلى توجّه «حزب الله» لدعم حلفائه تحديداً وأنّ قاعدتيهما لن تصوّتا لـ«الكتائب – الإشتراكي – القوات».