المصدر: النهار
الأربعاء 12 تشرين الأول 2022 09:32:22
إنجازٌ لبناني جديد حققه هذه المرة شابٌ يافع يبلغ من العمر 15 عامًا، هو إيليا طنوس، والذي يصف نفسه بأنه "محلل أمن سيبراني" و"صائد ثغرات متحمس" بحسب ما ذكر في السيرة الذاتية الخاصة به على منصة "لينكد إن". كان إيليا أمس من أصغر المتحدثين في معرض جايتكس في دبي، وهو الحدث التكنولوجي الأكبر في الشرق الأوسط ومن بين الأبرز عالمياً.
موهبة إيليا المميزة لفتت العديد من الشركات، من بينها شركتا PROW وREVOTIPS، اللتان تبنتاه وجعلتاه سفيرًا لهما في إطار إطلاقهما برنامجا إرشاديا للشباب يهدف الى خلق نظام لتوفير بيئة مناسبة للتعلم المهني والقيادة في عصر التحول الرقمي.
وفي حديث لـ"النهار"، يروي إيليا قصته مع عالم الأمن السيبراني، قائلاً: "صحيح أنني تلميذ في الصف الأول ثانوي، ولكن لطالما شعرت بشيء ما يجذبني نحو عالم الأمن السيبراني، كنت أشاهد الأفلام وأنجذب الى شخصيات الـ"هاكرز"، ومع البحث، وجدت أن عمل "الهاكرز" يمكن أن يكون أخلاقيًا (ethical hacking) ويساعد العالم بدل أن يضرهم، عندها بدأت بدراسة عدد من الدروس مع أهم شركات في هذا المجال، من بينها شركتا "سيسكو" و"آي بي أم"، لأصل إلى وصلت إليه اليوم".
وعن أهمية قطاع الأمن السيبراني، يتحدث إيليا مطولاً بكثير من الحماس والشغف، محذرًا من إهمال هذا القطاع نظرًا الى النقص الدراماتيكي في حجم الكادر البشري العامل فيه. ولفت إلى أن هذا النقص إذا ما استمر مستقبلاً، قد لا تجد الشركات أشخاصًا يحمون أمنها الإلكتروني، وهو أمرٌ سيتسبب بكوارث لا تحمد عقباها.
أما عن أسباب الشحّ في الكادر البشري العامل في القطاع فيقول إيليا: "تتعدّد الأسباب، وهناك الكثير من المسؤولين عن هذا الشح، على رأسها الشركات، التي لا تزال حتى اللحظة ترفض توظيف أي شخص لا يمتلك شهادة جامعية وخبرة في هذا المجال، علمًا أن أكثر الناس تميّزًا في عالم الأمن السيبراني، والذين يقومون بتنفيذ أكبر عمليات القرصنة، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا، وهؤلاء لا يملكون أي شهادات جامعية بالتأكيد!"
ويضيف إيليا سببًا آخر، هو أن الشركات تريد توظيف من يحضر إلى المكتب دون الأخذ بعين الاعتبار إمكانية توظيف أشخاصٍ موهوبين ولكنهم سيعملون عن بعد.
ورداً على سؤال عما إذا كانت البيئة المحلية في لبنان داعمةً للمواهب الناشئة في مجال الأمن السيبراني وعالم التكنولوجيا بشكل عام، يجزم إيليا أن هذه البيئة هي أبعد ما يكون عن الدعم. ويشير إلى سلسلة أسباب إجتماعية تتعلق أولاً بالعائلة والعقلية المحدودة لبعض الأهل غير المطلعين على سعة المجالات التي تتيحها الإختصاصات الحديثة لأبنائهم، فهم لا يزالون يتشبثون بمجالات الدراسة والعمل التقليديتين كـ"محامٍ" أو "حكيم" مثلاً.
إلى ذلك، هناك أيضًا مشكلة على الصعيد الأكاديمي، فالمناهج القديمة المتبعة لا تساعد الجيل الجديد، إذ تحصره في مجالات محدودة قد لا يجد الكثيرون أنفسهم فيها، كما أن الشركات في لبنان، كغيرها خارجه، أيضًا لا تشجع الشباب على تنمية قدراته التكنولوجية كونها لا توظف سوى حملة شهادات جامعية.
ويتوجه إيليا إلى الشباب اللبنانيين المتحمسين لدخول عالم "السايبر"، مؤكدًا أن جميع الموارد المطلوبة لتنمية قدراتهم في هذا المجال متاحة للعموم على شبكة الإنترنت، وهي على بعد كبسة زر منهم، لذا لا يوجد أعذار بالنسبة لمن يريد أن يتعلم هذا الأمر بالفعل، فكل ما يحتاجونه، بحسب إيليا، هو جهاز الكومبيوتر الخاص بهم.