المصدر: الجريدة الكويتية
الاثنين 2 كانون الاول 2024 22:49:36
كشف مصدر في مكتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لـ «الجريدة»، أن لقاءً جمع بين مسعد بولس، اللبناني - الأميركي، الذي عيّنه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس الأول، مستشاره للشؤون العربية والشرق أوسطية، مع شخصية إعلامية إيرانية مقربة جداً من بزشكيان، في مدينة إسطنبول قبل نحو 10 أيام.
وكانت «الجريدة» نشرت خبراً في 9 نوفمبر الماضي عن تحضيرات لاجتماع سيعقد في تركيا بين ممثلين عن فريق ترامب ومقربين من بزشكيان لاستكشاف مسارات التعامل بين الجانبين. ورغم أن اللقاء الذي تم ترتيبه من جانب وسطاء لبنانيين كان غير رسمي، خصوصاً أن الإعلامي الإيراني تربطه معرفة سابقة ببولس، قال المصدر إن مستشار ترامب الجديد، وهو أيضاً والد زوج ابنته تيفاني، أبلغ الإعلامي الإيراني أفكاراً شاملة لإيصالها إلى بزشكيان تتعلق بخطط ترامب وسياساته للمنطقة، وعرض على طهران التعاون بدلاً من المواجهة لتطبيق هذه الخطط، التي تهدف إلى حل بعض أبرز الأزمات العالقة في المنطقة، وهو ما يصب في رأيه بمصلحة الجانبين.
بدءاً من الملف النووي، أبلغ بولس الجانب الإيراني أن ما يهم ترامب هو الحصول على ضمانات جدية وقابلة للتحقق بأن طهران لا تتجه نحو تصنيع سلاح نووي، وأنه عبر السماح للمنظمة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، بإجراء تفتيش شامل ومتواصل على برنامجها النووي، يمكن لطهران أن تؤكد لواشنطن والمجتمع الدولي بشكل لا لبس فيه أنها لن تتخطى مستوى التخصيب الذي لا تحتاج إليه لأغراض سلمية.
وفيما يتعلق بإسرائيل، أشار المستشار الأميركي إلى أن ترامب لا يطلب من طهران التطبيع مع تل أبيب، بل وقف سعيها لتهديد وجود إسرائيل، وأنه إذا دخلت إيران في مشروع السلام الشامل الذي سوف يسعى إليه الرئيس المنتخب في منطقة الشرق الأوسط، فقد تحصل على امتيازات كبيرة جداً لا يمكن الحصول عليها في حال قررت البقاء خارج المشروع الذي يضمن أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم إما عبر حل الدولتين أو أي صيغة أخرى يتم التوافق عليها.
وبحسب المصدر، قال بولس إن أحد أهم المطالب التي يريدها ترامب من إيران أن تقوم بتفكيك التنظيمات العسكرية التي بنتها ورعتها وسلحتها ومولتها في المنطقة، على أن تتحول هذه الميليشيات إلى العمل السياسي وفق الأطر القانونية للدول التي توجد فيها.
وشدد على أن ترامب غير معني بإسقاط النظام في إيران ولا مواجهتها أو التدخل في شؤونها الداخلية، وأن فريقه يرى أن الفرصة سانحة للتخلص من مشاكل وأزمات الشرق الأوسط للتركيز في المرحلة المقبلة على ما يعتبرونه التهديد الأكبر، أي الصين.
وأكد بولس أنه إذا غيّرت إيران سياستها العدائية تجاه الولايات المتحدة وتحولت إلى دولة صديقة، فإن أبواب الاستثمارات سوف تفتح لها ويمكن لواشنطن مساعدة الاقتصاد الإيراني في أن يتحول إلى واحد من أكبر الاقتصادات في المنطقة والعالم، وأعطى مثالاً بأنه عندما تخلت الصين الشيوعية عن سياستها العدائية مع الولايات المتحدة وقررت التعاون مع واشنطن تمكنت من أن تصبح الاقتصاد رقم اثنين في العالم.
وذكر المصدر أن مستشار ترامب قال للإعلامي الإيراني إن على طهران اتخاذ قرار واضح حول ما تريده قبل تولي الرئيس السلطة في 20 يناير المقبل، وأن كسب الوقت عبر التلكؤ في الاختيار لن يكون لمصلحة طهران لأن ترامب مصمم على تطبيق خطته في الشرق الأوسط وإزالة العوائق أمامه سواء مع تعاون إيران أو من دونه.
وبحسب المصدر، فإن الإعلامي الإيراني تعهد بنقل مضمون الرسائل التي بعثها بولس، معرباً عن استعداده لإجراء لقاء آخر ينقل فيه الرد الإيراني على أفكار ترامب.
مطالب أميركية من إيران