المصدر: الجريدة الكويتية
الخميس 27 آذار 2025 00:54:00
بعد فقدانها الكثير من أوراق التفاوض مع تراجع نفوذها الإقليمي، يبدو أن إيران باتت تعوّل على إغراء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ «اتفاقية معادن» مماثلة للاتفاقية التي سعت واشنطن إلى توقيعها مع أوكرانيا، وذلك مع تصاعد مساعي واشنطن لتحسين موقعها في سوق المعادن الحيوية بالصناعات الحديثة، والذي تسيطر عليه الصين.
وفي وقت تعكف إيران على إعداد ردها على الرسالة التي بعثها إليها ترامب للتفاوض على اتفاق ينهي أزمة برنامجها النووي، كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لـ «الجريدة» الكويتية، أن سفير إيران لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني رفع أخيراً تقريراً إلى طهران يؤكد فيه أن الأميركيين مهتمون جداً ببعض المعادن الموجودة في إيران، خصوصاً الليثيوم، وبالتالي تستطيع طهران استخدام هذه الورقة في المفاوضات النووية لإقناع واشنطن برفع العقوبات.
وأكد المصدر أنه رغم نفي طهران وواشنطن صحة التقارير عن لقاء عشية تنصيب ترامب، بين إيرواني والملياردير إيلون ماسك، مرافق ترامب الدائم، فإن هذا اللقاء تم بالفعل ولم يكن الوحيد، مضيفاً أن ماسك، الذي يبدو يوماً بعد يوم أن لديه نفوذاً متصاعداً في البيت الأبيض، طرح هذه الفكرة على إيرواني، وأكد له أنه إذا وافقت طهران على تزويد واشنطن باحتياطاتها من الليثيوم بشرط أن تقوم شركات أميركية باستخراجه، فيمكنه إقناع ترامب برفع العقوبات عنها.
وأشار إلى أن وزارة الصناعة والتجارة والمعادن الإيرانية باتت تقدّر أن لديها أكبر مخزون ليثيوم في العالم بأكثر من 15 ألف طن، وذلك على عكس المعلومات المعروفة بأن طهران تحتل المرتبة الخامسة أو الرابعة في أحسن الأحوال في احتياطات الليثيوم بنحو 600 طن، علماً بأن هذه الاحتياطات في كل دول العالم تقدر بـ 26 ألف طن فقط.
وأوضح أن طهران توصلت إلى هذه القناعة بناء على معلومات أميركية حصلت عليها عبر الأقمار الصناعية، وكشفت عن احتياطات كبيرة من الليثيوم في 3 نقاط، هي بحيرة الملح في محافظة قم، ومنطقة خور بالقرب من محافظة سمنان، ومنطقة طرود بمركز محافظة سمنان.
يذكر أن الليثيوم يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة بطاريات الليثيوم أيون التي تُشغّل الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والسيارات الكهربائية، كما يدخل في تصنيع السبائك المعدنية لتحسين متانة وخفة وزن مكونات الطائرات والمركبات الفضائية، وفي أنظمة تخزين الطاقة المتجددة لتحسين كفاءة تخزين الكهرباء من مصادر مثل الطاقة الشمسية والرياح، وله استخدامات في بعض الصناعات الدفاعية والتطبيقات الفضائية لدوره في إنتاج سبائك خفيفة ومتينة.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إيرانية قبل أيام عن منظمة «إيميدرو» التابعة لوزارة التجارة والمعادن والصناعة الإيرانية أنه تم اكتشاف احتياطي ضخم من معدن «الإثمد» المعروف أيضاً بـ «الآنتيموان»، في منطقة بلوشستان قد يصل إلى 8 آلاف طن.
وأكد مصدر مطلع، لـ «الجريدة»، أن إيران تبحث عن هذا المعدن النادر منذ 10 أعوام وعثرت على كميات محدودة منه، إلا أن توجهيات صدرت من وزارة الدفاع لـ «إيميدرو» منذ شهرين بالبحث في مناطق محددة، وهو ما أدى إلى العثور على الاحتياطات الكبيرة.
ويستخدم الإثمد لإنتاج الأشعة تحت الحمراء وأشعة البلازما وأغراض طبية ورقاقات الإلكترونيات.