إيران: عرضنا لترامب سخي والكرة في ملعبه

وضعت إيران كرة المفاوضات مع الولايات المتحدة في ملعب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرة إلى أنها قدمت لواشنطن عرضاً سخياً رداً على الرسالة التي بعثها ترامب لها حول استئناف المفاوضات وفتح صفحة جديدة بين البلدين، محذراً من احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري في حال رفضت حل الخلافات دبلوماسياً.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس، «أبدينا استعدادنا الكامل للتفاوض غير المباشر من خلال وساطة سلطنة عمان»، مشدداً على أن «الكرة الآن في ملعب أميركا، ونحن بانتظار ردها على اقتراحنا، مع التأكيد على أننا لسنا في عجلة من أمرنا».

وفي وقت سابق، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي، أن اقتراح بلاده إجراء مفاوضات غير مباشرة «عرض سخي». من ناحية أخرى، نفى عراقجي بدء اللقاءات غير المباشرة بين البلدين.

 وكانت «الجريدة» نقلت عن مصدر إيراني مطلع أن جولتين من اللقاءات غير الرسمية وغير المباشرة قد عقدتا بالفعل في سلطنة عمان في الأسبوعين الماضيين، وأنه تم الاتفاق على عقد اجتماع أمني غير مباشر، وبناءً على نتائجه قد يعقد لقاء دبلوماسي غير مباشر يمكن تحويله إلى مباشر في حال تحقيق اختراق.

وتعليقاً على تصريحات للسيناتور الجمهوري الأميركي، توم كوتون، قال فيها إن ترامب يسعى لإبرام اتفاق يتم من خلال تفكيك برنامج طهران النووي بالكامل مقابل رفع العقوبات عنها وتطبيع العلاقات معها في وقت قصير على غرار ما تم مع ليبيا العام 2003 عندما تخلت عن برنامجها لأسلحة الدمار الشامل، قال عراقجي: «ربما يرونه في المنام».

وفي حين طالب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأميركيين بأن يثبتوا أنهم بصدد خوض مفاوضات حقيقية، مشدداً على أن بلده لا يبحث عن الحرب ولا عن القنبلة النووية، رأى بقائي أن «اقتراح إيران لإجراء مفاوضات غير مباشرة هو عرض سخي ومسؤول وحكيم»، معتبراً أن بلاده تنتظر الآن قرار الولايات المتحدة.

وقال بقائي إن سلطنة عمان قد لعبت دوراً فاعلاً في الوساطة والتفاوض في السنوات الماضية، مما يجعلها مرشحاً رئيسياً لتولي هذا الدور مجدداً في حال استئناف المفاوضات. في الوقت نفسه، قال بقائي إن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة لمواجهة أي تهديدات في ظل التقارير عن هجوم وشيك تشنه إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة.

 وأكد أن أمن جيران إيران يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن الإيراني، وأن طهران تواصل تحذير جيرانها من عواقب أي تصعيد قد ينجم عن أطراف أخرى، مشدداً على أن «النار تنتشر بسرعة وقد تتسبب في توترات غير محمودة في المنطقة». وأكد أن هناك ضمانات حول الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوفر لديها كل القدرات اللازمة لإجراء التفتيش والتأكد من سلامة البرنامج. ترامب ونتنياهو جاء ذلك في وقت وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية لإجراء محادثات مع ترامب يهيمن عليها ملف إيران وحرب غزة والرسوم الجمركية الأميركية التي فرضت على الدولة العبرية.

ورغم الأولوية التي أعطى نتنياهو للتعاطي مع الرسوم الجمركية التي فرضت على بلده المستفيد الأكبر من المساعدات العسكرية الأميركية، احتلت مناقشات سياسة «الضغوط القصوى» التي تعتمدها واشنطن على إيران حيزاً كبيراً بلقاء نتنياهو وترامب بهدف السعي لوقف برنامج الأخيرة النووي والصاروخي ومطالبتها بوقف دعم الأطراف المعادية لإسرائيل في المنطقة. جولة ثانية وفي وقت تسعى روسيا للعب دور على مستوى الملف النووي، لا سيما في ظل تقاربها مع إدارة ترامب، أعلنت الخارجية الروسية عن عقد مشاورات جديدة بين روسيا والصين وإيران اليوم في العاصمة الروسية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وعقدت جولة أولى من المحادثات بين الدول الثلاثة في بكين في مارس الماضي. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، أن «موسكو تجري مشاورات منتظمة مع الشركاء في الجمهورية الإسلامية بشأن برنامج طهران النووي»، مشدداً على استعداد روسيا لفعل كل ما هو ضروري للتوصل إلى تسوية دبلوماسية للأزمة. وأضاف أن روسيا مستعدة لبذل كل ما في وسعها من جهود للمساعدة في تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. صراع الشرق الأوسط ايران الولايات