المصدر: الجريدة الكويتية
الأحد 18 آب 2024 20:56:18
أكد مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده جددت التزامها بتأجيل ردها ضد إسرائيل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران الشهر الماضي.
وقال المصدر، لـ «الجريدة» الكويتية، إن إيران تلقت رسالة أميركية عبر قطر تطلب منها التريث في الرد حتى انتهاء المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن في قطاع غزة.
وذكر أنه إلى جانب الوساطة القطرية، تلقت طهران رسالة أميركية مباشرة عبر السفارة السويسرية التي ترعى مصالح واشنطن في طهران، تتضمن التأكيد على أن المفاوضات التي بدأت الخميس في الدوحة، وتواصلت أمس في القاهرة، تسير بشكل إيجابي، وهنالك فرصة معقولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأن أي هجوم إيراني على إسرائيل من شأنه أن ينسف كل هذه الجهود.
وأكد المصدر أن المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان وجها بالرد على هذه الرسائل بتجديد التأكيد أن إيران سوف تنتظر نتيجة المفاوضات قبل أي رد على اغتيال هنية، لكن بالنسبة لحلفائها، خصوصاً «حزب الله» اللبناني، فإنه لا يمكن لطهران ضمان التزامهم بالتأجيل لاسيما أن إسرائيل تواصل سياسة الاغتيالات والقصف بشكل يومي ضد الحزب.
في السياق نفسه، كشف مصدر آخر في مكتب خامنئي أن الأخير اجتمع الخميس مع قادة القوات المسلحة لبحث شكل الرد على اغتيال هنية، وما إذا كانت إيران ستنفذ هجوماً صاروخياً على إسرائيل، أم ستكتفي باغتيالات استخبارية.
وحسب المصدر، فإن خامنئي طلب من المجتمعين الانتظار إلى ما بعد نيل حكومة بزشكيان الثقة الأربعاء المقبل وانتهاء مراسم أربعينية الحسين، وبعد ذلك فإنه سيتخذ القرار بشأن نوع الرد. وأضاف أن بعض قادة الحرس الثوري نبهوا خامنئي إلى أن إسرائيل تتكتم على خسائرها، وأنه في حال تنفيذ اغتيالات فإنه يمكن لإسرائيل التكتم عليها إذا لم تشمل شخصيات رفيعة لا يمكن التكتم بشأنها، وبالتالي فإن إيران وحلفاءها سيكونون في موقف محرج أمام جماهيرهم.
وفي أجواء مشابهة، علمت «الجريدة» أن تقديرات الاستخبارات العسكرية في إسرائيل تشير إلى أن إيران قد لا ترد على اغتيال هنية في المرحلة الحالية، إلا أنها تحتفظ بحقها في الرد، وقد تقوم بردّ يتناسب مع العملية التي قامت بها إسرائيل في عمق الأراضي الإيرانية وفي أكثر الأماكن حراسة بطهران.
ولفت المسؤول إلى أن قيام طهران بالثأر الآن يعني أن الكرة ستنتقل إلى ملعب إسرائيل التي سيصبح بمقدورها أن تستغل الرد بضرب المنشآت النووية الإيرانية، أو جزء منها، وقد تقوم باغتيال شخصيات عالية المستوى، على رأس الهرم في الجمهورية الإسلامية.
وأفاد مصدر مطلع «الجريدة» بأن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية رصدت مداولات داخل «حزب الله» وخلصت إلى أن الجماعة اللبنانية مترددة بين ضرب ميناء حيفا المطل على البحر المتوسط أو موقع سلاح البحرية بها، وبين استهداف «ما بعد حيفا» أي مقر «الموساد»، قرب تل أبيب، ومقرات أمنية غير سرية في قلب إسرائيل.
وفي بيروت، أفادت مصادر بأن «حزب الله» لديه حسابات مختلفة وقد يرد على اغتيال رئيس أركانه وأحد مؤسسيه التاريخيين فؤاد شكر في أي لحظة انطلاقاً من يوم الاثنين أي بعد انتهاء المفاوضات حول غزة.