ابي راشد لـkataeb.org: الرغوة البيضاء في بحر جونيه سببها تبريد محركات معمل الزوق وادعو وزارة الطاقة الى التحقيق الفوري!

يبدو ان لا حل لقضية التلوث في لبنان، لان الوضع الى تفاقم، بحيث طال بحره وينابيعه وانهاره . وبحسب نتائج الدراسة التي أعدتها مصلحة الأبحاث الزراعية، فإن شواطئ لبنان ملوثة بنسب مرتفعة ومتفاوتة، فهنالك تلوث جرثومي وكيميائي ونفايات صلبة وما شابه، حتى باتت النسبة في بعض الشواطىء مرتفعة جداً، خصوصاً في العاصمة بيروت والجوار، بسبب صبّ مجارير الساحل في البحر، وعدم معالجة مشكلة النفايات بطريقة صحيحة، خصوصاً منذ تفاقم ازمتها في العام 2015 . وكل هذا يعني التأثير المباشر على الثروة السمكية، وبالتالي القضاء على الموسم السياحي، الذي وُعدنا به من قبل المسوؤلين.

الى ذلك تشير المعلومات الواردة من الخبراء البيئيّين، الى ان شاطئ جونيه يشهد ايضاً نسبة تلوث عالية، تتلخص بإنبعاثات معمل الزوق الحراري، والصرف الصحي وكل أنواع النفايات التي يشهدها يومياً رواد السباحة في لبنان، لان التلوث طال الشاطئ اللبناني بأجمعه، وبحسب التقارير الواردة جاءت النتيجة، بأن بحر شكا والبترون وجبيل والدامور والجيّة، تتراواح نسبة التلوث ضمنهم بين منخفضة ومعتدلة. أما في العبدة وطرابلس وجونية والرملة البيضاء وشكا وضبية وصيدا وصور، فإن نسبة التلوث عالية جداً.

أصحاب المنتجعات والرواد شهود على ما جرى الاحد

الخبير البيئي بول ابي راشد يشير في حديث لموقعنا، الى ان الرغوة البيضاء التي شاهدناها يوم الاحد في بحر جونيه، سببها عملية تبريد محركات معمل كهرباء الزوق والبواخر، وهذه العملية مؤكدة بحسب مشاهدات المواطنين القاطنين في المنطقة والجوار، بحيث نقلوا له ما رأوه . وقال:" أصحاب ورواد المنتجعات السياحية هناك شاهدوا بأم العين ما جرى يوم الاحد، وكل هذا ارعبهم بسبب الامراض التي ستنتج عن تلك الرغوة، والتي ستضرب الموسم السياحي بقوة، فضلاً عن قتلها للثروة السمكية " سائلاٍ:" كيف سيستقطبون السيّاح هذا الصيف مع هذه المشاهد؟، داعياً وزارة الطاقة والمعنيّين الى تحقيق فوري بكل ما جرى، لان كل هذا يؤدي الى خسائر كبيرة، على الرغم من التصاريح التي يطلقها الخبراء البيئيون كل يوم، ويحذرون من مخاطر ما يجري، لكن لا آذان صاغية كما جرت العادة .

ولفت ابي راشد الى ان الرغوة المذكورة، انتشرت الاحد بصورة واضحة بين معمل الزوق ومرفأ جونيه مذكّراً بأنهم كخبراء بيئيّين سبق ان حذروا مراراً من خطورة الوضع، من دون ان يلقوا أي ردّة فعل او جواب من أي مسؤول.

الأهالي: نستغرب عدم محاسبة الدولة لأي بلدية

وعلى خط أهالي جونيه، طالب بعضهم خلال حديث لموقعنا، بضرورة تجهيز قضاء كسروان بشبكات مجارير ومحطات تكرير، بدلاً من الجور الصحية المعمول بها حالياً، منعا لتسرّب مياه الصرف الصحي، عبر القنوات الجيولوجية او المياه الجوفية الى شواطئ جونية وتلويث بحرها، وإلحاق الضرر بأهلها، وبالتالي مساعدة بلديات القضاء على أنشاء معامل فرز وإعادة تدوير للحيلولة دون رميها عشوائياً وانجرافها نحو البحر مشدّدين على ضرورة تحرّك المعنيّين مع بدء فصل الصيف، أي قبل مجيء السيّاح وخجلنا من المشاهد التي ترافقنا كلبنانيّين منذ سنوات.

وإذ إستغرب الأهالي عدم محاسبة الدولة لأي بلدية، وجهّت أنابيب الصرف الصحي الى البحر، على الرغم من معرفتها بنتائج ما قامت به معتبرين بأن غياب المحاسبة يُسهّل كثيراً ارتكاب المخالفات، والنتيجة تلوث شاطئ لبنان من شماله الى جنوبه، وتحذير كبير من الأطباء من خطورة السباحة في لبنان، لانها تؤدي الى انتشار الامراض المعوية والجلدية والالتهابات.