اتفاق جديد بين دمشق وقسد برعاية اميركية.. يرجئ المواجهة ولا يلغيها؟!

التقى الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، الثلثاء، قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي بحضور مبعوثين أميركيين، غداة اشتباكات ليلية شهدتها مدينة حلب، وفق ما أفاد مصدر حكومي لوكالة "فرانس برس".

وأوضح المصدر أن الاجتماع، وهو الأول بين الرجلين منذ تموز الماضي، عُقد في القصر الرئاسي بحضور وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، فيما أفاد مصدر آخر مطّلع على الاجتماع، بأن قائد القيادة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط "سنتكوم"، براد كوبر، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك، شاركا في الاجتماع.

كما التقى عبدي أيضاً بوزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، وقال الأخير إنّ الطرفين اتفقا على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فورا.

وسادت حالة من الهدوء الحذر في مدينة حلب، صباح الثلثاء، عقب ليلة من التصعيد العسكري بين الجيش السوري وقوات كردية على أطراف حيي الشيخ مقصود والأشرفية، اذ شهدت اشتباكات عنيفة وقصفاً متبادلاً هو الأعنف منذ توقيع اتفاق آذار الماضي بين الجانبين.

ويخضع حي الشيخ مقصود لسيطرة قوى محلية تابعة للإدارة الذاتية، في حين تسيطر القوات الحكومية على المداخل والمخارج.

"الإدارة الذاتية" في شمال وشمال شرق سوريا، نشرت تفاصيل اللقاء بين وفدها والرئاسة السورية في دمشق، مؤكدةً أنّ النقاشات تركزت على 4 نقاط رئيسية، ولم يتم توقيع أي ورقة رسمية. وأشارت الورقة إلى مناقشة مبدأ دمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والأمن الداخلي، لافتةً إلى أنّ هذا الاتفاق الشفهي يمكن أن يؤدي الى جيش منظم وفعال يخدم حماية السوريين.

وأكدت الورقة التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري شمال وشمال شرق سوريا وحلب، مشيرةً إلى أنّه "يجب أن يعيش جميع السوريين في بلد آمن".

وعن الدستور السوري الذي يعد نقطة خلاف بين "الإدارة الذاتية" وحكومة دمشق، قالت الورقة إنّه سيتم تعديل الدستور، وتابعت أنّ هذه النقطة "بالغة الأهمية، إذ يجب أن يمثل دستور أي دولة جميع سكانها ويحمي كل فرد". وتناولت المناقشات عودة النازحين وسبل مكافحة الإرهاب، والقضايا الرئيسية لضمان الاستقرار والسلام الدائم في سوريا.

وتقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان الولايات المتحدة دخلت من جديد وبصورة طارئة، على الخط السوري - الكردي، غداة الاشتباكات وبينما تحتدم الامور في الشمال السوري بين دمشق وانقرة من جهة، وقسد من جهة ثانية.

وبعد ضغط قوي مارسته عبر برّاك وكوبر، على سوريا والاكراد، كان اللقاء والورقة، وقد ساهما في تبريد الاجواء بين الطرفين.

واذ تشير الى ان واشنطن طلبت العودة الى اتفاق 10 آذار كمسار وحيد للتفاهم والحل والاندماج التدريجي (وتم توقيعه بين قسد ودمشق)، تقول المصادر ان الولايات المتحدة ستتحرك ايضا نحو تركيا للجم اندفاعتها نحو استهداف قسد.

وتلفت المصادر الى ان الاتصالات ستستمر بين قسد ودمشق عبر لجان وبرعاية اميركية، لمعالجة النقاط الخلافية الكثيرة بين الجانبين.

الوساطة الأميركية اشترت وقتاً اضافياً للتفاوض وارجأت المواجهة، لكن القضاء على هذا السيناريو القاتم نهائياً، لن يتحقق قبل التوصل الى اتفاق حقيقي بين سوريا والاكراد وتركيا، فهل ستنجح واشنطن في صياغته؟ تختم المصادر.