المصدر: النهار
الأحد 15 كانون الاول 2024 12:52:47
في نبأ من دمشق أن بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، اجتمع في دار البطريركية في العاصمة السورية، ببطريرك السريان الأرثوذكس أفرام الثاني وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف الأول، للبحث في "الشؤون المستجدة من خلال الوضع الراهن لما فيه خير أبناء الكنيسة والوطن، وشددوا على مواصلة التنسيق الكثيف واللقاءات المتتالية والمتابعة الحثيثة في المرحلة القادمة، والسير في العمل الدؤوب لتبقى سوريا أرضَ الحضارة ومهدَ التاريخ والرسالاتِ السموية".
وخلص الاجتماع الى "التضرع إلى الرب المتجسد أن يشدد شجاعة أبناء الرجاء ويوطد السلام والوحدة في سوريا".
من جهة أخرى، القى يوحنا العاشر عظة في قداس الأحد في كنيسة الصليب المقدس، قال فيها: "نحن على أعتاب مرحلةٍ جديدةٍ نتلمس منها فجر وطنٍ نحبه جميعاً ونعشقه. نحن على أعتابِ جِدّةٍ نريدها مشرقةً بالأمل ونرجوها متوجةً بالنور. نحن ههنا في دمشق، من الطريق المستقيم من المريمية جارة جامع بني أمية، نقول للدنيا نحن كمسيحيين من تراب الشام ومن أرز لبنان، من شموخ قاسيون ومن رحابة حمص وأصالة حلب، من نواعير حماه وهدير ينابيع إدلب، من بحر اللاذقية ومن فرات دير الزور.
لسنا ضيوفاً في هذه الأرض، ولسنا أبناء اليوم ولا الأمس. نحن من عتاقة سوريا ومن ياسمين الشام. نحن من أنطاكية الرسولية، من هذه الديار التي صبغت المسكونة باسم يسوع المسيح. نقول هذا ونرسمه عهداً".
أضاف: "نحن في سوريا بلد الشراكة الوطنية التي كانت وستبقى بإذنه تعالى واحدةً موحدةً بوحدة ترابها، وأولاً وأخيراً بوحدة قلوب أبنائها من كل الأطياف. مددنا يدنا، كمسيحيين، مذ وجدنا ونمدها اليوم إلى كل أطياف هذا الوطن ومكوناته. نحن أبناء سوريا الحلم الذي يصبو إليه كل سوري. وسوريا التي نريدها هي:
* سوريا الدولة المدنية: التي يتساوى الجميع فيها بالحقوق والواجبات، بما في ذلك الحفاظ على قوانين الأحوال الشخصية لكل مكوِّنٍ من مكوناتها.
* سوريا دولة المواطنة: فنحن لا نستجدي مواطنيتنا من أحد. نحن مكونٌ من هذا النسيج الوطني الذي يأبى أن يتعاطى بمنطق الأكثرية والأقلية ويتجاوزه ويتخطاه ليتعاطى بمنطق الدور والرسالة.
* سوريا دولة العيش المشترك والسِّلم الأهلي: نمد يدنا إلى الجميع كما كنا دوماً، ونناشد القريب قبل البعيد الحفاظ على السلم الأهلي وعلى الشراكة الوطنية. ونناشد الجميع التطلع إلى غدٍ مشرقٍ نبنيه سويةً بأمل ورويّةٍ ورجاء. نقول هذا ونحن نتنشق الحرية من أصوات أجراسنا التي كانت وتبقى وستبقى تعانق المآذن وتناجي وإياها ساكن العلى وتعمل وتسعى وإياها لتكون على قلبٍ واحدٍ.
* سوريا دولة القانون واحترام الأديان: كيف لا وجميع مكوناتها ركاب قاربٍ واحدٍ يأبى منطق الحماية والذمّية؟ نقول هذا وعيننا على وطنٍ يكرس دولة القانون واحترام الأديان والكرامة الإنسانية التي على أساسها تبنى كرامته.
* سوريا دولة احترام الحريات الجماعية منها والفردية: هذه الحرية المسؤولة المبنية على دولة مؤسساتٍ مدنيةٍ تضمن المساواة بين الجميع والدعوة إلى إشراك النساء والشباب لإعادة بناء سوريا. كما تضمن أن جميع السوريين متساوون أمام القانون، ولهم كلهم الحق بالمشاركة في الحياة السياسية وتولي المناصب العامة على أساس الكفاءة من دون أي تمييز.
* سوريا دولة الديموقراطية: حيث السيادة للشعب، والقانون هو الحَكَم، ويتم تداول السلطة فيها بطرق سلمية.
* سوريا دولة احترام حقوق الإنسان: من خلال ضمان استقلالية القضاء وتكافؤ الفرص بين جميع أبنائها، مع التشديد على أهمية التزام القانون الدولي لحقوق الإنسان، ورفض جميع أشكال العنف وخطابات الكراهية والتمييز.
إن الضامن الأول والأخير لتحقيق كل ما ذُكر هو الدستور، ولذلك يجب أن تكون عملية صياغة الدستور عمليةً وطنيةً شاملةً وجامعة".