اجتماع سري بين إيران وواشنطن.. وهذا ما طلبه ويتكوف من عراقجي!

كشف مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن اتصالات جرت في الأيام الأخيرة بين وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأميركي إلى المنطقة ستيف ويتكوف، بشأن استئناف المفاوضات بين البلدين حول الملف النووي، والتي توقفت بعد شن إسرائيل هجوماً مفاجئاً على إيران في يونيو الماضي، أدى إلى اندلاع ما بات يعرف بحرب الـ 12 يوماً، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف منشآت نووية إيرانية وفرضت وقفاً هشاً لإطلاق النار. 

ووفق المصدر، فإن الاتصال الأخير بين الرجلين جرى مساء السبت الماضي، وتوافق فيه الطرفان على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، مضيفاً أنه حسب أجواء الاتصال، من المرجح أن تعقد بضعة اجتماعات سرية بين الجانبين في عُمان أو قطر الأسبوع المقبل للتنسيق قبل العودة رسمياً إلى التفاوض. 

وحسب المصدر، فإنه قبل اتصال السبت، بادر ويتكوف للاتصال بعراقجي، طالباً من طهران تأييد خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة، والتي نالت موافقة مبدئية من طرفي الصراع، إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، وحظيت بترحيب إقليمي ودولي واسع. 

وأضاف أن عراقجي أكد دعم إيران لموقف المكتب السياسي لـ «حماس»، وتأييدها لأي خطة تؤدي إلى وقف إراقة الدماء في غزة، غير أن ويتكوف طلب من عراقجي إعلاناً رسمياً عن تأييد الخطة ليس فقط من قبل إيران بل أيضاً من بعض حلفائها، خصوصاً «حزب الله» في لبنان. 


وقد استجابت طهران لهذا الطلب بحذر، حيث أعلنت «الخارجية» الإيرانية، أمس الأول، في بيان، دعم طهران لأي قرار يتخذه الفلسطينيون ويؤدي إلى وقف الإبادة الجماعية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، واحترام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار غزة. 

وأشار البيان إلى أن طهران «لطالما دعمت أي مبادرة تفضي إلى وقف التطهير العرقي والجرائم الحربية والجرائم ضد الإنسانية في غزة، وتوفر الأرضية لتحقيق تقرير المصير للشعب الفلسطيني»، لكنه حذر في الوقت نفسه من «أبعاد خطيرة لهذا المقترح ومن خيانة وعرقلة إسرائيل لتنفيذ الوعود».

 وكان «حزب الله» اللبناني تراجع بشكل مفاجئ أمس الأول عن تصريحات لأمينه العام نعيم قاسم هاجم فيها خطة ترامب، ليؤكد أنه يدعم أي قرار تتبناه «حماس»، التي وافقت مبدئياً على الخطة. 

وكانت مصادر لبنانية أفادت «الجريدة» أمس الأول بأن الحزب «صحح» موقفه بعد تلقيه اتصالات من إيران ومن «حماس» نفسها. 

من ناحية أخرى، كشف المصدر أن ويتكوف سعى لربط العودة إلى المفاوضات بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، في محاولة لدفع طهران إلى التأثير على حلفائها خصوصاً «حماس» للسير في المقترح الأميركي بإيجابية. 

في المقابل، جدد عراقجي شروط إيران لاستئناف الحوار، ومن بينها اعتراف واشنطن «بحق» إيران في تخصيب اليورانيوم، ورفضها لأي تفاوض على برنامجها الصاروخي، وأي ربط لملفها النووي بالقضايا الإقليمية. 

ووفق المصدر، أبلغ ويتكوف عراقجي استعداد واشنطن للعمل في مجلس الأمن لرفع العقوبات الأممية التي أعيد فرضها على إيران بموجب «آلية الزناد» (سناب باك) المنصوص عليها في اتفاق 2015 النووي.