احتجاجات حاشدة في إسطنبول على سجن رئيس البلدية

تجمع مئات الآلاف في إسطنبول اليوم السبت احتجاجا على سجن رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو، أبرز منافس للرئيس رجب طيب أردوغان، مواصلين بذلك أكبر مظاهرات تشهدها تركيا منذ أكثر من عقد.

وتليت رسالة من إمام أوغلو في الاحتجاجات وسط هتافات المشاركين.

وقال في الرسالة "لا أخشى شيئا، أنتم تدعمونني وتقفون معي. لا أخشى شيئا لأن الأمة متحدة. الأمة متحدة ضد الظالم".

وأضاف "بإمكانهم سجني ومحاكمتي كما يشاؤون، فقد أثبتت الأمة أنها ستسحق كل المكائد والمؤامرات".

واستجاب مئات الآلاف لدعوات المعارضة وخرجوا إلى الشوارع في شتى أنحاء البلاد منذ اعتقال إمام أوغلو قبل 10 أيام ثم سجنه على ذمة المحاكمة بتهم الفساد.

وكانت الاحتجاجات سلمية في معظمها، لكن ما يقرب من ألفي شخص جرى اعتقالهم.

ويقول حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي، وأحزاب معارضة أخرى وجماعات حقوقية وقوى غربية إن القضية المرفوعة ضد إمام أوغلو هي محاولة مسيسة لإزاحة تهديد محتمل لأردوغان في الانتخابات.

وتنفي الحكومة أي نفوذ لها على القضاء وتؤكد استقلالية المحاكم.

"العدالة ستأخذ مجراها"

تدفق مئات الآلاف رافعين الأعلام التركية واللافتات إلى ساحة التجمع المطلة على البحر في مال تبه على الجانب الآسيوي من إسطنبول للمشاركة في تجمع "الحرية لإمام أوغلو" الذي نظمه حزب الشعب الجمهوري. وفرضت الشرطة إجراءات أمنية مشددة حول مكان تجمع أنصار المعارضة.

وكتب على لافتة رفعت عاليا بين الحشد "إذا صمتت العدالة، فالشعب سيتكلم".

وقال جوناي يلديز وهو موظف سابق في بلدية إسنيورت بإسطنبول "لست خائفا وسأواصل المقاومة. أدعو الجميع إلى عدم الخوف... لقد طردوني (من وظيفتي)، لكن يوما ما، ستأخذ العدالة مجراها".

وقال بنيامين توران وهو مدرس متقاعد "عندما ننظر إلى تاريخ البشرية، في جميع البلدان وتحت كل الإدارات وجميع الأنظمة التي شهدت مثل هذا القمع، عاجلا أم آجلا، انتصرت الشعوب ومن تحدوا القمع. انتصر أصحاب تلك البلدان الحقيقيون".

وذكر زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزال متحدثا في الاحتجاج أن ملايين الأتراك يطالبون بالإفراج عن إمام أوغلو وإجراء انتخابات. وقال إن التهم الموجهة إلى رئيس البلدية لا أساس لها من الصحة وذات دوافع سياسية، ودعا الحزب إلى مقاطعة وسائل الإعلام والعلامات التجارية والمتاجر التي يقول إنها مؤيدة لأردوغان.

وأجرى حزب الشعب الجمهوري يوم الأحد الماضي انتخابات تمهيدية لتأييد إمام أوغلو مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها عام 2028 إلا أن الحزب يدعو إلى انتخابات مبكرة إذ يقول إن الحكومة فقدت شرعيتها.

وقال وزير الداخلية علي يرلي قايا يوم الخميس إنه جرى اعتقال نحو 1900 شخص منذ بدء الاحتجاجات، مضيفا أن المحاكم سجنت 260 منهم على ذمة محاكمتهم.

ووصف أردوغان، الذي هيمن على السياسة في تركيا لأكثر من عقدين، الاحتجاجات التي عمت البلاد بأنها "مسرحية"، وحذر من عواقب قانونية، ودعا حزب الشعب الجمهوري إلى التوقف عن "استفزاز" الأتراك.

ومنذ اعتقال إمام أوغلو، انخفضت الأصول المالية التركية مما دفع البنك المركزي إلى استخدام الاحتياطيات لدعم الليرة. وأحدثت الاضطرابات صدمة في القطاع الخاص.

وأكدت الحكومة أن التأثير سيكون محدودا ومؤقتا. وقال البنك المركزي إن القوى المحركة الأساسية للاقتصاد لم تتضرر، لكنه سيتخذ إجراءات إضافية إذا اقتضى الأمر.