المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الثلاثاء 13 آب 2024 15:53:29
أشار مقرّب من الرئيس الإيراني مسعود بازشكيان لـ"واشنطن بوست" الى ان الرد على اغتيال رئيس حركة حماس اسماعيل هنية لن يكون بإطلاق صواريخ بل سيكون بـ"طبيعة استخباراتية"، فيما يؤكد نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" بأن الردّ على اغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر "حتمي". في المقابل، وضعت إسرائيل جيشها في حالة تأهب قصوى، وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن "رئيس الأركان هارتسي هاليفي صدق على خطط عسكرية لمواجهة هجوم من إيران وحزب الله". كما وعزز الأميركيون وجودهم في المنطقة بشكل كبير، مع تصاعد المخاوف من هجوم وشيك من ايران وحزب الله. لكن في ظل كل هذه الاستعدادات الاسرائيلية والغربية، هل أصبح الردّ الايراني لزوم ما لا يلزم؟
العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ"المركزية" ان "المصلحة الوطنية الايرانية أهم وابقى من ان تتورط طهران بأمر لم تخطط له بنفسها. فقد أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان هذه الحرب ليست حرب ايران او سوريا، وحتى محور المقاومة وحزب الله يقوم بحرب مساندة، أي ان هذه الحرب ليسوا هم من خططوا لها، والحدّ الأقصى يقتضي الوصول الى توازن ردع فقط، والقول "نحن هنا"، كنوع من رسالة للمستقبل بأن على العدو ان يحسب حسابا إذا أراد ان يعتدي على لبنان او على اي طرف من محور المقاومة، هذا الشعار الاساسي".
ويضيف : " تُغلِّب ايران واستتباعا حزب الله بقاءهما أقوياء على ان يخوضا حربا من أجل أي كان، أو من أجل الآخرين. طهران غير معنية بقضية فلسطين، بل ان قضيتها هي الطموحات الفارسية الامبراطورية.حينما تدعم ايران قوى لادولتية في 4 عواصم عربية ومنها لبنان، هذا يعني "مدّ نفوذ". ولو أتيح لها مدّ نفوذها أكثر، لن تتوانى عن ذلك، وقد شهدنا "خربطة" في البحرين والسعودية والاردن. ومدّ النفوذ هذا هو أطماع أحلام امبراطورية"، مشيراً الى ان "ايران ليست الوحيدة التي لديها الاحلام الامبراطورية، بل ايضاً اسرائيل، كونها دولة من دون دستور، لأنها لم تحدد حدودها كي يكون لديها دستور، وهذا يعني ان اسرائيل كذلك تطرح خريطة أكبر من جغرافيتها الحالية ولديها أطماع، وجزء من أطماعها الوصول الى ما بعد صيدا في لبنان والسيطرة على منابع المياه".
ويرى ملاعب ان "ايران تريد ان تكون جزءا من المنطقة وخلقت هذا المحور للقول بأنها هنا، وذلك من أجل أحلامها بتحقيق الردع النووي والحصول على النووي والاحلام الامبراطورية، لأن طهران تحتاج الى النووي والردع كي تصبح دولة عظمى. إلا ان اسرائيل تعترض وتقف عقبة أمام تحقيق أحلامها. وسبق لتل أبيب ان ضربت المفاعل النووي في سوريا وفي العراق في عهد الرئيس صدام حسين، ولم تقبل بأن يكون هناك نووي يهددها. لذلك صنعت كل هذا المحور، كي تُرغِم اسرائيل وتُبيّن لها أن باستطاعتها ان تكون بموازاتها، وبأن بإمكانها تهديدها ساعة تشاء، وان تخلق نوعاً من توازن الردع مع اسرائيل عبر هذا المحور بهدف الجلوس مع الولايات المتحدة الاميركية وارغامها على الموافقة على النووي الايراني، لأن واشنطن لن توافق إلا إذا كان هناك من يقضّ مضجعها وهذا المضجع هو اسرائيل عملياً، إذا قالت اسرائيل بأن لم يعد باستطاعتها التحمّل وأنها اصبحت دولة مهددة وجوديا من قبل هذا المحور".
ويعتبر ملاعب ان "الهدف الاساسي الايراني ليس فلسطين او دعم المقاومة بل احلامها الامبراطورية. وبالتالي، لن تُجَرّ الى حرب لم تقررها. عندما تريد اسرائيل ان تقرر كيفية الرد، هي بحاجة للدعم الاميركي ولكل هذه الاساطيل الموجودة في المنطقة كي تُضعِف الرد الايراني، وحتى مستوى ردّ حزب الله، لأن في حال سيكون الرد بالعنف، هذه الاساطيل تحمي العنف الاسرائيلي المفرط. تل ابيب عودتنا دائماً ان ترد بعنف مفرط. كما جاءت اميركا في 8 اكتوبر وحمت العملية الانتقامية الاسرائيلية في غزة، وأمنت لها الحماية الخارجية، اليوم ايضا جاءت لتقول للبنان وايران "جئنا لنحمي اسرائيل، وسنرد على أي استهداف ، وإذا أوجب الوضع التدخل نحن موجودون وشركاء مع اسرائيل"، لافتاً الى ان "قائد القيادة الوسطى الاميركية زار ثلاث مرات اسرائيل ووزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن سيزورها، كما ان وزير الدفاع لويد اوستن على اتصال دائم باسرائيل. الاهتمام الاميركي يُظهر بأن واشنطن شريك وليست مجرد داعم".
ويختم : "ثمة ما يجب أخذه بالاعتبار: لماذا مكّن الاميركيون الاوكران في كييف من الدخول الى الاراضي الروسية؟ هذه رسالة لطهران، بأن إذا ارادت التصعيد، نُصعِّد، وإذا ارادت التصعيد أكثر فلا تظن ان هناك من يحميها، لأن الروس بالكاد يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. ومخطئ من يظن بأنه جزء من الشرق وأن هناك تكاملا ونوعا من تحالف شرقي ضد الولايات المتحدة. ليس باستطاعة روسيا ان تدعم ايران في حال كانت الأخيرة تتكل على ذلك، لأنها بالكاد تدافع عن نفسها. هذه أيضاً رسالة الى جانب الاساطيل التي وصلت الى المنطقة. هذه رسالة لايران بألا تفكر في توسيع ردها بل ان يكون ضمن المقبول، وهذا لتضعيف الرد الايراني وضمنا لتضعيف رد حزب الله. وأعتقد ان الرسالة فهمها السيد نصرالله قبل ان تحصل، لأنه عندما يقول بأن "الرد بالعنف والحكمة"، فهو برأيي يعني أن العنف للميدان لكن الحكمة تعني الا يوسع أبعد من المدى العسكري الذي لا يستوجب ردا كبيرا، كمثل استهداف مدنيين او مدن كبرى حتى يحمي خلفيته اللبنانية".