استقبال لودريان بالتصعيد.. نبرة بري لا توحي بحلحلة وشيكة

صحيح ان المجتمع الدولي عاد بقوة الى المشهد الرئاسي اللبناني، وها هو المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان يستعد للعودة الى بيروت في الساعات المقبلة، لكن يبدو ان الثنائي الشيعي ليس في وارد فك أسر الرئاسة بعد، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

ففي أعقاب البيان الاخير لسفراء الخماسي، وعشية جولة لودريان، وفي وقت يستعد الموفد القطري ايضا أبو فهد جاسم لزيارة لبنان في قابل الايام، كانت لرئيس مجلس النواب نبيه بري مواقف متشددة تجاه المساعي الخارجية كلها، نقلت عنه السبت الماضي وقال فيها: "مفهومي للحوار او التشاور يعرفه السفراء الخمسة، وسمعوه مني اكثر من مرة. مفاده شكراً لكم لجهودكم وتعاونكم ومؤازرتكم، شرط ان تعينوننا على ما نحن نريده ونختاره لا على ما انتم تختارونه لنا. اضاف: قلت ذلك سابقاً وأقوله الآن وسأظل اقوله الى ان يُنتخب رئيس للجمهورية. اي جريمة نكراء هذا الحوار الذي ادعو اليه؟

موقف بري، ومن خلفه الحزب، لا يزال اذا هو هو ولم يتبدل، لا بل أضيف اليه بعض الامتعاض من الخماسية التي لم تتبن حوار بري كما يريده هو والتي لا تدعم مرشح بري ايضا (وهي للتوضيح، لا تدعم احدا)، وقد بات هذا التموضع على ما يبدو، مزعجا للثنائي، الذي يرى ان الخارج او الخماسي، يريد ان يفرض على اللبنانيين، خيارا ما.

واذا كان لودريان آتيا ليقترح الذهاب إلى الاسم الثالث، الثنائي سيرفض. واذا كان آتيا ليجس النبض حول حوار في الخارج، في باريس مثلا، واذا وافقت عليه اطراف المعارضة (الامر غير المضمون) ما الذي سيضمن انه سينتهي بانتخاب رئيس، طالما الثنائي لم يتخل لا عن معادلة مرشحي او لا احد، ولا عن فكرة جلسات انتخابية بدورات متتالية، اي ان محضرها سيقفل في كل مرة؟ اما اذا كان سيأتي ليدعم مبادرة "الاعتدال"، فهي تدور عند العراقيل ذاتها منذ اشهر ويتم ايجاد اليوم صيغ ومخارج شكلية لمسألة الحوار والمشاورات قبل الانتخاب، بما لا يزعج بري ويراعي خاطره، في عملية تشكّل تضييعا للوقت في مرحلة أشد ما نحتاج فيها الى الجدية والانتخاب.

كل ما تقدم، سيما تصعيد بري في وجه السفراء، يؤكد ان ساعة الانتخاب لم تدق بعد في الضاحية وعين التينة وهي تنتظر غزة والترسيم... والا لكان أظهر الحزب وامل، اشارات حسن نية وتعاون، لا اشارات حدة وتشدد، تختم المصادر .