المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الخميس 12 كانون الاول 2024 16:42:53
استغلت إسرائيل الفراغ الأمني الناجم عن انسحاب الجيش السوري وسيطرة الفصائل المسلحة على دمشق، ما دفعها لإرسال قواتها إلى المنطقة العازلة بين البلدين. ونفذت غارات جوية مكثفة استهدفت الجيش السوري، ما أدى إلى إضعاف قدراته العسكرية بشكل كبير.
في هذا الشأن، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم، أن التوغل العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا جاء كإجراء مؤقت، وأن انهيار النظام السوري تسبب في فراغ أمني على الحدود الإسرائيلية، وفي المنطقة العازلة التي تم إنشاؤها بموجب اتفاق فصل القوات لعام 1974.
وشدد المكتب على أن إسرائيل لن تسمح للجماعات الجهادية باستغلال هذا الفراغ الأمني لتهديد المناطق الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، كما حدث في هجمات السابع من أكتوبر، موضحاً أن القوات الإسرائيلية قامت بدخول المنطقة العازلة "للتمركز في مواقع استراتيجية قرب الحدود" لضمان الحماية، وأن هذا الانتشار سيكون مؤقتاً لحين تشكيل قوة تلتزم بتنفيذ اتفاقية 1974 وتوفير الأمن على الحدود.
لكن البيان لم يحدد موعداً لإعادة القوات المنتشرة إلى مواقعها الأصلية. فما هي نوايا اسرائيل؟
العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد ان "لا أحد يمكنه ان يعرف نوايا اسرائيل، لكن المؤكد انها استغلت الظرف والضياع وغياب أي سلطة فعلية في سوريا من سابقة وحالية، وقصفت كل مخازن الجيش السوري والطائرات والمطارات والبواخر ودمّرتها بمعظمها، لدرجة أن لم يعد لدى الجيش السوري أي قدرة جوية او بحرية وحتى باليستية. وتوغل الجيش الاسرائيلي 18 كيلومتراً داخل الأراضي السورية متجاوزاً خط اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1974، وأصبحت دمشق في مرمى مدفعيته، وبات مشرفا بشكل تام على البقاع والجنوب اللبنانيين، وسيطر على جبل الشيخ".
ويسأل نادر: "هل صحيح ان اسرائيل كما قالت تحتفظ بهذه الأراضي فقط لأنها غير مطمئنة للنظام الجديد في سوريا ويحسب حسابات احترازية أم ان الأمر يتعدى ذلك؟ إذا كانت اسرائيل غير مطمئنة لماذا قصفت إذاً كل المطارات وطائرات الميغ وهي على المدرج والبواخر وهي راسية والصواريخ الباليستية والمخازن والذخيرة.. كلها تم استهدافها ولم تترك أي شيء"، مشيراً إلى أن اسرائيل تحسب حسابا، بأن الجيش السوري لن يتمكن لسنوات طويلة من استعادة قواه، حتى لو جرى إعادة تنظيمه من الصفر وعلى غير عقيدة، ليس من السهل ان يعود الجيش ويستعيد عافيته. اي ان الخطر من ناحية سوريا زال بنسبة كبيرة بالنسبة لاسرائيل".
ويختم: "لا احد يمكن ان يعلم ما اذا كانت اسرائيل ستتراجع مجددا ام لا، لكنني أشك بذلك، لأن تركيا لن تترك ما جنته في سوريا، فهي لم تقم بكل هذا العمل وتغيّر النظام وتدرّب وتموّل كل هذه المجموعات وتخرج من دون مقابل، بالطبع ستحصل على حزام لها في الشمال، وستنظر في كيفية التصرف مع الأكراد. في الوقت نفسه اسرائيل تقوم بما يحلو لها من دون حسيب ، تتقدم 18 كلم ولا من يعترض، لا النظام الحالي ولا الامم المتحدة حتى. وليس من يعلم إذا ما كانت اسرائيل ستعود إلى خط وقف إطلاق النار المعتمد من الامم المتحدة عام 1974 بعد حرب الجولان أم تحتفظ بها. لكن برأيي ستحتفظ بها لوقت طويل ولن تتراجع ببساطة، ليس قبل سنتين او ثلاثة، حتى يستتب الأمر بانتظام في سوريا، هذا إذا تراجعت. فلننتظر ونرى".