إطمئنان ضمني لدى الثنائي...هل العلاقة المرنة مع #عون مهددة بالضغوط؟

عندما شاء رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أن يبلغ إلى من يعنيهم الأمر أن حواره جارٍ مع "حزب الله"، اختار أن يفصح عن هذا الأمر أمام وفد إعلامي قبل أيام، لكنه جاهر بأن الحوار ما زال بطيئا.

في طيات هذا الكلام المقتضب كان الرئيس عون حريصا على إطلاق رد ضمني على تساؤلات طرحت بإلحاح في الآونة الأخيرة، محورها: عن أيّ نتائج أسفر الحوار الذي تعهد عون منذ الأيام الأولى لانتخابه بخوض غماره مع الحزب بغية إيجاد حل هادئ وسلس لسلاحه؟

وثمة أمر آخر أكثر أهمية أراد عون الكشف عنه من خلال إقراره للمرة الأولى بأن هذا الحوار بطيء، هو أن مادة الحوار عبارة عن تركة ثقيلة ومعقدة، لذا نحن في حاجة إلى وقت إضافي لكي نصل بحوارنا هذا إلى الغاية المنشودة التي تضمن عبورا آمنا لبلوغها.

يقول العارفون ببواطن العلاقة بين الطرفين إن الحوار الذي تحدث عنه عون أخيرا هو عبارة عن لقاء يتيم عقد في القصر بينه وبين وفد من الحزب برئاسة النائب محمد رعد الذي يوليه الحزب عادة مهمة التواصل مع الرئاسة الأولى، مضافا إليها لقاءات متفرقة تتم غب الطلب، بعيدا من الأضواء، بين مستشار محدد في القصر تربطه صلات قديمة بالحزب، وممثلين للحزب.

ولقد سمع الرئيس عون من رعد في ذلك اللقاء وجهة نظر مفادها:

- أننا منفتحون معك على نقاش مفتوح حول كل العناوين الوطنية.

-أننا بصراحة تامة لا نملك أي استعداد لنوفر لإسرائيل ما تعتبره أي مكسب لها.

-أن بيئتنا تتعرض لحملة ضغوط داخلية وخارجية مكثفة وربما غير مسبوقة، لذا نحن غير مستعدين لتقبل أي مساس بإيمان هذه البيئة وأمانها.

اللقاء الذي عقد حينها بعد مرور أيام على وصول العماد عون إلى قصر بعبدا، رسم لعون ثوابت الحزب وأولوياته، فيما بدد لدى الحزب آخر الهواجس التي تسربت إليه عشية انتخاب عون، لتبدا بعدها رحلة علاقة بين الطرفين تسودها الإيجابية والطمأنينة، وهذه الأجواء تعززت بعد تسليم عون ردود لبنان الثلاثة على الرسائل الأميركية حول نزع السلاح، والتي حملها إليه الموفد توم برّاك، وهي الردود التي بات معلوما أنها وضعت أولوية وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الجنوب مقدمة لازمة قبل الولوج إلى البحث في موضوع السلاح.

منذ ذلك الوقت بدت بيئة الحزب على قدر كبير من الطمانينة إلى أداء سيد العهد، وتجلى اطمئنان الثنائي الشيعي في إشادة علنية أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بما سماه "نمط مقاربة عون لملف التفاوض والسلاح"، مشيرا إلى "أن الطريقة التي يتبعها في التعامل مع هذا الملف جيدة".

وعلى رغم ذلك، فإن الثنائي يعرف طبيعة الضغوط الاستثنائية التي تمارس على الرئيس عون على مدار الساعة، والتي بلغت ذروتها في تعطيل عرض الرئيس بري الذي كان ينظر إليه كل الرؤساء على أنه "خشبة الخلاص" إن تمت الموافقة عليه.

وعليه، فإن الحزب والثنائي ينتظران أمرين ليبنى على الشيء مقتضاه، هما:

- الخطاب الذي من المقرر مبدئيا أن يلقيه الرئيس عون صبيحة يوم عيد الجيش، والذي وصفته مصادر القصر بأنه سيكون "مفصليا"، لكونه سيجيب خلاله عن كل التساؤلات وسيرسم مستقبل التعامل مع المرحلة المقبلة.

- طبيعة الأداء الذي سيقدمه عون لملاقاة المرحلة المقبلة.

ورغم ذلك، فإن لدى الثنائي اطمئنانا ضمنيا ينطلق من أن الرئيس الذي واجه الصعوبات إبان قيادته للمؤسسة العسكرية وتجاوز بها ظروفا بالغة الدقة، لن يقدم على ما يؤثر على هذه الصورة.