اكتمال عقد التطبيع يعني بدء العد العكسي للحرب التدميرية على لبنان لإنهاء حزب الله..ركّزوا على المناورات!

بينما تتركز الجهود في لبنان لتأمين ولادة سريعة للحكومة الجديدة، فان التحولات المتسارعة في المنطقة ولا سيما الساحة العربية منها، يفترض ان تدفع القيادات اللبنانية الى الاسراع في ترتيب كل الملفات والاوراق الداخلية، تمهيدا لما سيطرح على صعيد المنطقة من تسويات واعادة ترسيم خرائط النفوذ. 

دوامة الانحلال 

واهمية ان تعي القيادات اللبنانية خطورة ما يحصل، كون الامور تتشكل، حسب مصدر دبلوماسي، "خارج المألوف، وخارج السياقات الطبيعية لاي انتقال من مرحلة الى اخرى، وتحديدا ما يتصل بمسارعة دول عربية الى الانخراط في مشروع التطبيع مع اسرائيل، لحسابات داخلية بعيدا من اي اعتبار للقضية المركزية للعرب وهي فلسطين". 

ويقول المصدر "ان بقاء لبنان في دوامة الانحلال المؤسساتي وعدم الاستقرار السياسي المصحوب بالانهيار الاقتصادي والمالي، سيجعل منه حكما في موقع وموقف الضعيف، بحيث تكبر الخطورة من ان تتم التسويات على حسابه، بحيث يدفع ثمنا باهضا في اتجاهين خطيرين: الاول توطين اللاجئين الفلسطينيين، والثاني توطين النازحين السوريين تحت عناوين الدمج وخلق فرص عمل لهم وما الى هنالك من مشاريع تهدف صراحة الى عدم اعادتهم الى سوريا حيث الامور عادت الى طبيعتها في القسم الاكبر من المحافظات السورية".

الصراع فوق جثة متحللة 

ويوضح المصدر انه "بينما تتلهى الطبقة السياسية بجنس الوزراء وجيناتهم الاختصاصية والتخصصية وغير الحزبية، وبالحصص والتوزيعات لخريطة الحقائب وتوزعها الطائفي والمذهبي والجهوي، في دولة لم يبق منها شيء الا ونهب او دمّر او استبيح او تحول الى محمية خاصة خارج ابسط مقومات وتوصيفات الدولة، اذ يبدو الصراع فوق جثة متحللة، نجد ان كل دول المنطقة تحضّر ملفاتها وتدير سياساتها الداخلية والخارجية وفق مصالحها الوطنية". 

اما الاخطر الذي يكشف عنه المصدر الدبلوماسي هو "دعوته كل القوى السياسية والحزبية اللبنانية الى التنبه لحقيقة ما يحصل، لجهة مسار التطبيع، والذي عندما يبلغ ذروته في الاعلان عن التطبيع بين اسرائيل والسعودية فان الكثير من المعطيات وقواعد الصراع ستتغير جذريا، كما يجب على اللبنانيين النظر الى حجم المناورات التي تجريها اسرائيل وكأن الحرب واقعة غدا، وهذه المرة تزامنت مع انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية بما يعني عدم الركون الى ان هذه المفاوضات ستدفع بعيدا بخيار الحرب". 

اعادة اعمار بشروط تعجيزية 

وعندما نسأل المصدر عن مكمن الخطورة في الامر، يقول بصراحة "عندما يتم الاعلان عن تطبيع العلاقات بين اسرائيل والسعودية عليكم في لبنان ان تعتبروا ان العد العكسي للحرب المدمرة على لبنان تحت ذريعة القضاء على حزب الله وترسانته من الاسلحة الصاروخية لا سيما الدقيقة منها قد بدأ، وهذه المرة سيكون الهدف من الحرب التدمير الكلي بحيث يربط لاحقا اعادة اعمار لبنان بشروط تعجيزية يعتبر الاسرائيلي والغربي والعربي ان لبنان غير قادر على رفضها، خصوصا وان مسار الضغوط الداخلية على قوى رئيسية في لبنان اتى نتائجه لجهة تقبل اي طرح له علاقة بالتطبيع وصولا الى انهاء القدرة التسليحية لدى الحزب". 

انتقال السلطة الى ولي العهد 

ويكرر المصدر اكثر من مرة القول "كلما اتسعت دائرة التطبيع عربيا وتحديدا عندما يأتي دور السعودية والتي ربما تكون مقرونة بانتقال السلطة من الملك سلمان بن عبد العزيز الى ولي العهد محمد بن سلمان، على لبنان ان يعرف اكثر فأكثر ان الخطر يقترب وبسرعة، وعلى لبنان ان يتحضّر جيدا جدا، وان لا يستكين الى المواقف التخذيرية مثل ان التوصل الى اتفاق حول الحدود البحرية سيدفع شبح الحرب".