المصدر: الشرق الأوسط
الأحد 3 تموز 2022 02:21:41
كتب حازم بدر في الشرق الأوسط:
سيطر المتغير أوميكرون من فيروس كورونا المستجد (BA.1) ومتغيره الفرعي (BA.2)، على جائحة «كوفيد - 19» أوائل عام 2022. غير أنه في العديد من البلدان حالياً أصبحت متغيرات فرعية أخرى من «أوميكرون» الأكثر انتشاراً. فمثلاً المتغير الفرعي (BA.5)، أصبح هو المسؤول عن الارتفاع الحالي في عدد الإصابات بألمانيا، ومن غير الواضح بشكل كبير، ما إذا كانت المتغيرات الفرعية الجديدة من «أوميكرون» (BA.2.12.1)، (A.4)، (BA.5)، اكتسبت سمات بيولوجية تسمح بانتقال أكثر كفاءة، أو ما إذا كانت الأجسام المضادة التي تشكلت عن طريق اللقاحات أو العدوى السابقة أو التي أصبح بعضها متاحاً كعلاج، تعمل بشكل أقل كفاءة مع هذه المتغيرات الجديدة، مقارنة بالمتغيرات الفرعية القديمة (BA.1) و(BA.2).
وفي سعيها للإجابة على هذه الأسئلة، أظهرت دراسة ألمانية جديدة نشرت نتائجها أول من أمس في دورية «ذا لانسيت إنفكشن ديزيز»، أن معظم الأجسام المضادة المتاحة لعلاج مرضى «كوفيد - 19». لا تمنع المتغيرات الفرعية الجديدة على الإطلاق أو تمنعها بفاعلية منخفضة.
وفق الدراسة التي أجراها مركز الرئيسيات الألماني بمعهد ليبنيز لأبحاث الرئيسيات، جنباً إلى جنب مع باحثين من كلية هانوفر الطبية وجامعة فريدريش ألكسندر إرلانغن نورنبرغ، فإن الجسم المضاد «ببتيلوفيماب» يشكل الاستثناء الوحيد، لأن هذا الجسم المضاد حجب جميع المتغيرات المختبرة بكفاءة عالية.
علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن متغيرات «أوميكرون» الفرعية الجديدة تكون مثبطة بشكل أسوأ من سابقاتها القديمة عن طريق الأجسام المضادة الناتجة بعد التطعيم أو التلقيح متبوعاً بالعدوى. وهكذا، فإن هذه المتغيرات الفرعية الجديدة، هي متغيرات هروب مناعي، حيث لا تمنح العدوى العابرة بمتغيرات «أوميكرون» الفرعية «القديمة» سوى حماية محدودة ضد الإصابة بهذه المتغيرات «الجديدة».
وتظهر متغيرات جديدة من الفيروس بسبب الأخطاء أثناء تكاثر الجينوم الفيروسي، وهكذا يكتسب الفيروس طفرات تغير البروتينات الفيروسية، بما في ذلك البروتين السطحي (سبايك)، وهو الهدف المركزي لاستجابة الجسم المضاد.
وفي حالة ما إذا كانت الطفرات تقلل من التعرف على بروتين «سبايك» بواسطة الأجسام المضادة، فإن هذه المتغيرات تصبح أكثر مهارة في الانتشار بين الأشخاص الذين لديهم مناعة موجودة مسبقاً بسبب التطعيم أو الإصابة السابقة.
وخلال الدراسة، وجد الباحثون أنه من بين عشرة أجسام مضادة علاجية تمت دراستها، كان اثنان فقط قادرين على تثبيط المتغيرات الفرعية جزئياً على الأقل، وأن جسماً مضاداً واحداً فقط، وهو «ببتيلوفيماب»، منع العدوى بكفاءة من قبل جميع المتغيرات الفرعية للأوميكرون.
يقول بريرنا أرورا، المؤلف الأول للدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي لمركز الرئيسيات الألماني: «تؤكد هذه النتائج الاتجاه الذي رأيناه بالفعل في الدراسات السابقة، وهو أنه لا يتم تثبيط المتغيرات الفرعية للأوميكرون بشكل ملحوظ من قبل معظم الأجسام المضادة العلاجية، لذلك، من المهم تطوير أجسام مضادة جديدة لكي تكون مستعداً للمتغيرات الفرعية في المستقبل».
ولا تعني النتائج أن اللقاحات غير فعالة، كما يؤكد ماركوس هوفمان، الباحث المشارك بالدراسة. يقول «رغم أن المتغيرات الجديدة تعتبر من متغيرات الهروب المناعي، سيظل التطعيم يحمي من الأمراض الشديدة التي تسببها هذه المتغيرات، لكن قد تكون الحماية أقل كفاءة إلى حد ما مثل تلك التي تم قياسها للمتغيرات المتداولة سابقاً».