"الأخ الأكبر" عجز عن إقناع "الأخ الأصغر"...وفي اليوم الثاني: لا "أمل"

خليطٌ من التفاؤل والتشاؤم يواكب الزيارة الثالثة للموفد الأميركي توم برَّاك لبيروت، فما قاله في السراي الحكومي أول من أمس، دفع إلى التشاؤم، لكن سرعان ما تبدد جزئيًا هذا التشاؤم من خلال الموقف المقتضب جدًا الذي أعلنه براك بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري. براك اكتفى بالقول: «اللقاء مع رئيس المجلس كان ممتازاً، ونعمل قدمًا للوصول إلى الاستقرار وعليكم أن تتحلوا بالأمل».

لكن ما قاله براك بعد الاجتماع لا يعكس ما دار في الاجتماع، ففي معلومات «نداء الوطن» أن الرئيس بري سأل ضيفه: «كيف يمكننا أن نقدم لـ «حزب الله» خطوة تشجعه على الانخراط في الاتفاق؟» (في إشارة من بري إلى إمكان أن تضغط الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل للقيام بمبادرة ما كوقف العدوان لفترة أو الانسحاب من إحدى التلال)، فأجابه «برّاك»: «لا يمكننا أن نعطيكم شيئًا ما لم تعطونا التزامًا واضحًا من قبل الدولة بسحب سلاح «حزب الله» وبوضع جدول زمني واضح لذلك مع تواريخ محددة!».

في معلومات «نداء الوطن» أيضًا، لم يحصل أي جديد في خصوص الورقة التي قدِّمت إلى براك، ولا تزال الأمور متوقفة عند الضمانات وسط تشدد «حزب الله» في التمسك بسلاحه، ولم تفلح الاتصالات التي أجراها الرئيس بري طوال ليل أول من أمس في تغيير موقف «الحزب»، لذلك أتى رد عين التينة مطابقًا لرد الرئيسين عون وسلام، ولم يحدث أي خرق في جدار الأزمة.

براك أنهى يومه الثاني في لبنان بتلبية دعوة النائب فؤاد مخزومي إلى مائدة عشاء في دارته ضمت عددًا من الوزراء والنواب.

«حزب الله» يسخر من برّاك

وفي موقف أقل ما يُقال فيه إنه ساخر، تهكم «حزب الله» عبر قناة «المنار» على براك، فورد في مقدمة نشرتها الإخبارية مساء أمس: «في بورصةِ التصريحاتِ المتغيرةِ بينَ الأمسِ واليوم، أطلَّ الواعظُ الأميركيُ توم براك من على منبرِ عينِ التينة داعياً اللبنانيينَ للتحلي بالأمل، من دونَ أن تضعَ بلادُه أيَ مدماكٍ له، لا في لبنانَ ولا في عمومِ المنطقة».

عون في البحرين 

رئيس الجمهورية جوزاف عون في البحرين. الزيارة، بحسب معلومات «نداء الوطن» تركِّز على إعادة وصل ما انقطع نتيجة سياسات «حزب الله» ودعمه الانقلاب على الحكم في البحرين وكذلك دعمه الاضطرابات، وعلى عمق العلاقات، ودعوة إلى عودة البحرينيين خصوصًا أن قسمًا كبيرًا لديه أملاك في لبنان.

سلام إلى فرنسا 

رئيس الحكومة نواف سلام يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا غدًا الخميس، مصادر سياسية متابعة كشفت لـ«نداء الوطن» أن الزيارة، تندرج في إطار التواصل المستمرّ بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خصوصًا أنّ الفرنسيين مهتمون بمتابعة مختلف الملفات الداخلية اللبنانية، ولا سيما الإصلاحات المطلوب من الحكومة إنجازها، كما أنّ باريس عضو فاعل في لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وفي قوات «اليونيفيل».

وفي المعلومات أيضًا أن هناك جوًا مفاده أن فرنسا تبذل جهدًا مع الأميركيين لعدم تغيير مهمة «اليونيفيل» ولتمرير استحقاق التجديد في ظل مخاوف أن يدفع موقف السلطة من موضوع السلاح والحصيلة غير المرضية التي يعود بها توم براك إلى فرض أميركا شروطًا تعجيزية أو خفض التمويل على غرار ما تفعل مع جمعيات ومنظمات أميركية وأجنبية. وتضيف معلومات «نداء الوطن» أن فرنسا تريد أن تنبه لبنان إلى هذه المخاطر وإلى ضرورة الإقدام على خطوات عملية واضحة وذات معنى ملموس في اتجاه قرار حصر السلاح وإجراء إصلاحات، وباريس متخوفة من ارتدادات سلبية.