المصدر: المدن
الخميس 13 شباط 2025 14:58:48
نشر حافظ بشار الأسد، نجل الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، مقطع فيديو جديداً عبر حسابه في منصة "إكس"، ظهر فيه وهو يسير في أحد شوارع موسكو ليؤكد ملكيته لحسابين في "إكس" و"إنستغرام"، مشيراً إلى أنه ينشر عليهما بنفسه.
وكانت الناشطة الكندية الممولة من الكرملين إيفا بارتليت، أكدت أن الحساب يعود بالفعل لحافظ بشار الأسد، مشيرة إلى أنها كانت على تواصل شخصي معه، في محاولة لإضفاء الشرعية على ظهوره الجديد، في وقت تم فيه حذف الحساب في "إكس" قبل إعادة تفعيله.
وتمكن ناشطون في مواقع التواصل من تحديد الموقع الذي صور فيه حافظ الفيديو الأخير، مستعينين بتحليل المشهد واستخدام تقنية تتبع الأرقام. وبحسب المعلومات المتداولة، كان "حافظ الصغير" يتحدث من شارع Ulitsa Bol'shaya Ordynka في قلب موسكو، على بعد نحو سبعة كيلومترات من "موسكو سيتي"، المنطقة التي رجحت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أنها مقر إقامة عائلة الأسد بعد فرارها من سوريا، حيث تمتلك أكثر من 20 شقة سكنية فاخرة في مجمع "City of Capitals".
وأثار الفيديو موجة من الانتقادات والسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استغرب الناشطون من الوقاحة التي ظهر بها نجل الأسد، متناسياً أن عائلته كانت السبب في قتل مئات الآلاف من السوريين وتشريد أكثر من 15 مليوناً بين لاجئ ونازح داخلي، وتحويل البلاد إلى أنقاض، إضافة إلى الأثر النفسي العميق الذي تركته الحرب على السوريين في الداخل والخارج.
وعلّقت صفحة "جاكلين" الساخرة بلهجة لاذعة:"حافظ بشار الأسد، ابن المجرم بشار، وحفيد المجرم حافظ، طالع بفيديو من موسكو ليخبرنا إنو حساباته على إكس وإنستغرام رجعت... وكأنو العالم ناطر أخبارو بفارغ الصبر! ابن العيلة يلي دمرت سوريا حجر وبشر، مفكر حالو صار شخصية عامة ولازم نتابعو؟!".
ونشرت صفحة أخرى، بأنه ليس من الضروري أن يصبح أي شخص يحمل اسم حافظ الأسد، رئيساً لسوريا، فها هو حافظ الأسد ابن المخلوع أصبح لاجئاً في روسيا.
ويبدو حافظ الأسد جونيور في تدويناته عبر وسائل التواصل منفصلاً تماماً عن الواقع، حيث يخاطب الجمهور كما لو كان شخصية عامة ذات أهمية، متجاهلاً حقيقة أنه وعائلته فروا في منتصف الليل، تاركين البلاد ومؤسساتها منهارة بعدما نهبوا ثرواتها وقتلوا شعبها لما يزيد عن 54 عاماً.
ويحرص حافظ الأسد عبر قناته في "تيلغرام" مشاركة صور تعكس أسلوب حياته المترف في موسكو. في إحدى الصور، يظهر وهو يحتسي القهوة بجانب نظارات شمسية فاخرة من نوع "راي بان"، بينما يستمتع في صورة أخرى بالتزلج على الجليد، وكأنه يعيش حياة طبيعية، غير آبه بملايين السوريين الذين يكافحون يومياً للبقاء على قيد الحياة، حيث يعيش أكثر من 90% منهم تحت خط الفقر، وفقاً للأمم المتحدة، وبالنسبة لهم، الثلج ليس رمزاً للرفاهية، بل طقساً قاسياً يزيد معاناتهم في ظل نقص الكهرباء والوقود. كما نشر صورة التقطت من طائرة في الجو، يُرجح أنها الطائرة التي هربت عائلته إلى موسكو ليلة سقوط النظام.
وعبر حافظ في منشورات سابقة، عن مخاوفه من حذف حسابه، ما دفعه إلى مشاركة رابط قناته في "تيلغرام" ودعوة متابعيه للانضمام إليها. كما حاول الرد على الانتقادات التي طاولت عائلته، موضحاً سبب وجود عدد كبير من السيارات الفاخرة في القصر الرئاسي بدمشق، قائلاً إنها "مصفحة" وأن هذا أمر طبيعي في أي قصر رئاسي، ونشر صورة لوالده، بشار الأسد، وهو يجلس خلف مكتبه متظاهراً الانهماك في العمل، في محاولة لإظهار استمرار دوره في المشهد السياسي، رغم خروجه المهين من سوريا.
كما كشف حافظ الصغير في تدوينة سابقة عن تفاصيل ليلة هروب عائلته إلى موسكو، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك خطة واضحة للمغادرة، بل اضطروا إلى الفرار على عجل. إلا أن تصريحه قوبل بموجة من السخرية، حيث علّق الناشطون بأن الفرق بين الهروب يوم الجمعة أو السبت لا يغير من حقيقة أنه كان هروباً مذلاً لنظام حكم سوريا بقبضة من حديد على مدى 54 عاماً.