المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
السبت 15 شباط 2025 12:13:51
في متابعة لحادثة منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي الخميس، شددت وزارة الاشغال أمس على أن" ضمان انتظام العمل في مرافق المطار وفق أعلى المعايير الدولية هو من أولوياتها، حفاظًا على استمرارية تشغيل هذا المرفق الحيوي الذي يعدّ بوابة لبنان إلى العالم".
وأكدت أنها" لن تتوانى عن اتخاذ الحلول المناسبة لضمان عودة خط الطيران بين لبنان وإيران إلى العمل وفق المعايير الدولية المعتمدة، وبما يحقق المصلحة الوطنية العامة والأهداف المرجوة". وأشارت الى "تقدير وزير الأشغال تفهم المواطنين اللبنانيين وصبرهم في ظل هذه الظروف الاستثنائية"، مؤكدًا أن" الجهود مستمرة لتأمين عودتهم بأسرع وقت ممكن".
اما مساء الخميس، فأعلنت المديرية العامة للطيران المدني في بيان أنه "حرصاً على تأمين سلامة وأمن مطار بيروت الدولي والأجواء اللبنانية وسلامة الركاب والطائرات والمطار، وبعد التنسيق مع جهاز أمن المطار، تمّ اتخاذ بعض الإجراءات الأمنية (...) وإعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتاً". ولفتت المديرية العامة للطيران المدني إلى أن "الإعلان عن إجراءات أمنية إضافية وإعادة جدولة بعض الرحلات، يعكسان التزام لبنان بتحقيق أعلى مستويات السلامة والأمان في مطار رفيق الحريري الدولي بما يتوافق مع القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية المرعية الإجراء وتتماشى مع معايير منظمة الطيران المدني الدولي".
هذه الخطوة أثارت غضب الممانعة وجمهور حزب الله الذي تحرك على طريق المطار على مدى يومين متتالين معتديا على المارة والجيش وقوات اليونيفل، وانتفض ضد اجراءات الدولة ايضا إعلامُ حزب الله وقد رأى في ما حصل، رضوخا من الحكومة الجديدة والعهد لتعليمات أميركا وتل أبيب،قبل ان يتنصل امس من "المعتدين" اثر اكتشاف فداحة ما اقترفوه.
مصادر سياسية سيادية تقول لـ"المركزية" إن إسرائيل ومنذ أطلقت حربها الشاملة على لبنان، دأبت على تحذير وتهديد مناطق محددة، وسرعان ما نفذت وعيدها، وكان جمهور الحزب أول من يخلي هذه المناطق "نزولا" عند تهديدات أفيخاي أدرعي.
الأمر نفسه، يتكرر الآن. تل أبيب هددت بضرب أي وسيلة ينقل عبرها المال او السلاح لحزب الله. وهددت بالذات، الطائرة التي كان يفترض ان تصل مساء الخميس، وتم إخطار الجهات اللبنانية الرسمية المعنية، بنية تل ابيب ضرب الطائرة العتيدة.
لكن بغض النظر عما كان على متنها، وإن كانت فعلا تنقل مالا للحزب كما قالت إسرائيل، أم لا، هل كان يفترض بالحكومة اللبنانية، تجاهل هذا التهديد والمخاطرة بأمن اللبنانيين والمرافق اللبنانية؟ لماذا يعيب الممانعون على الدولة اللبنانية، ما قاموا به هُم، خلال الحرب، لناحية إخلاء المناطق المهددة؟ ولماذا ما فعلوه حينها كان امرا طبيعيا، وما فعلته الحكومة هو رضوخٌ واستسلام؟!
الإسرائيلي أثبت انه يهدد ويفعل، بالتالي لا يمكن تجاهل تهديداته. ووفق المصادر، يجب أخذ هذه المعطيات كلها في الاعتبار قبل المزايدة على العهد والحكومة، خاصة في موضوع السيادة، لا سيما ان ما يجري هو نتيجة لقرارات الحزب المتهورة.