الإيكونوميست: بوادر تمرد تتشكل ضد حكام سوريا الجدد

قال تقرير لمجلة الإيكونوميست أن العلويون في سوريا تحملوا العبء الأكبر من عمليات تسريح الموظفين وخفض الدعم التي نفذتها الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن المباني في اللاذقية متداعية، ومئات الآلاف من الموظفين الحكوميين السابقين وعناصر الجيش عاطلون عن العمل. ويقول رجل أعمال علوي في دمشق للمجلة: "إنهم يشعرون وكأنهم لم يعودوا ينتمون لما يحدث".

 

قادة جدد

ويضيف التقرير أن ما لا يقل عن 25000 علوي قد فروا بالفعل إلى لبنان، بمن فيهم الآلاف من الضباط والجنود السابقين. ووصل آخرون إلى إندونيسيا. وترك انهيار نظام بشار الأسد العلويين منقسمين. لكن ربما بدأ قادة جدد في الظهور الآن.

في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، حشد رجل دين متشدد، يدعى غزال غزال، الآلاف في احتجاجات سلمية في الغالب. دعا غزال إلى منطقة علوية ذات حكم ذاتي، ويطالب آخرون بقوة حماية دولية. بينما يتوق البعض ببساطة للاندماج؛ يقول مدرس سابق في العاصمة: "نريد فقط أن نكون جزءاً من البلاد مرة أخرى".

لكن هناك أيضاً مؤشرات على أن آخرين يفضلون تكتيكات مختلفة، بحسب المجلة. فالبعض لم يتقبلوا حاكمهم الجديد في دمشق. وهمسات المعارضة تتزايد. وفي الأشهر الأخيرة، تم تداول دعوات لحمل السلاح بين آلاف الضباط السابقين. "سنقسم قواتنا إلى خلايا نائمة ووحدات هجومية"، يقول رجل في رسائل صوتية لضباط من النظام السابق اطلعت عليها الإيكونوميست.

 

إثارة تمرد

ووفقاً لهؤلاء الضباط، يعود الصوت لمحمد جابر، وهو قائد ميليشيا سيء السمعة في عهد الأسد. ويقول ضباط سابقون إن جابر وشقيقه أحمد جزء من شبكة تسعى لإثارة تمرد ضد أحمد الشرع.

ويدعي العديد ممن فروا من سوريا أنه تواصل معهم وعرض عليهم رواتب. وهناك فصيل آخر مرتبط بسهيل الحسن وكمال الحسن، وهما جنرالان سابقان فرا إلى موسكو مع الأسد.

تضيف الإيكونوميست أنه حتى الآن، يبدو أن قلة استجابوا للدعوات. يحذر ضابط سابق يختبئ الآن في بيروت: "إنه يقود طائفتنا نحو مجزرة أخرى"، ويقول إنه يحاول ثني أصدقائه عن الانضمام.

لكن يبدو أن هذه المجموعات تفعل أكثر من مجرد الكلام. فقد قامت مجموعة من المنظمات غير الحكومية الغامضة، يُزعم أنها مرتبطة بآل جابر وآل الحسن، بتوزيع منح مالية صغيرة على اللاجئين السوريين المعدمين في عكار.

تختم الإيكونوميست أنه في وقت سابق من هذا العام، حاول محمد جابر وشقيقه أحمد وكل من كمال الحسن وسهيل الحسن إنشاء معسكرين للتدريب في لبنان لإعداد آلاف المسلحين لعودة سرية إلى سوريا. وباءت هذه المحاولة بالفشل بمجرد أن أدركوا أنهم يفتقرون إلى الغطاء السياسي للعمل بهذه العلانية على الأراضي اللبنانية.