"الاستقلال" يمر غدًا "مرور الغريب... والأزمة تُغيِّب "المونديال"عن اللبنانيين

الفراغ في السلطة غيَّب «المونديال» الأول في العالم العربي عن عيون اللبنانيين، فيما سمحت لهم الأنشطة الاستثمارية الخاصة برؤية 22 مباراة مجانية من أصل 64، حيث تقاطع التسويق الرسمي مع الاستهتار، مع نهم المعنيين في القطاعات الاستثمارية، فكانت النتيجة ما نرى.

أربعة ملايين دولار تقريبا هو رسم اشتراك «تلفزيون لبنان» الحكومي بشبكة «المونديال»، إنه أدنى بقليل من كلفة حفل زفاف ابن أو ابنة وجيه من وجهاء السلطة في لبنان. لكن حكومة تصريف الأعمال لا تستطيع تغطيته في غياب رئيس الجمهورية، بسبب إشكالات دستورية، وقد سعى وزير الإعلام زياد المكاري، ورفع الصوت في لبنان عله يجد سامعا، فغاب الجميع عن السمع، بمن فيهم أثرياء لبنان، الضيوف الدائمين على صفحات مجلة «فوربس» الشرق الأوسط، الذين تشير هذه المجلة العالمية إلى أن مجموع ثرواتهم توازي 33 مليار دولار. وهكذا غاب اللبنانيون عن حفل الافتتاح الأسطوري للمونديال أمس، وحضر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومعه وزيرا السياحة وليد نصار والشباب والرياضة جورج كلاس، حيث شاهدوا الافتتاح الكبير بعيون اللبنانيين جميعا، وسمح للمؤسسات السياحية بتأمين التغطية من المحطات الداخلية والخارجية، ما أفضى إلى فتح سوق سوداء جديدة.

والغياب والتغييب ليسا جديدين على اللبنانيين، منذ انقطاع زمن الوصل مع محيطهم العربي، وسيضاف إلى المتغيبين هذا الأسبوع عيد الاستقلال الوطني اللبناني، في سنته التاسعة والسبعين، الذي تحول، منذ بداية أحداث لبنان، إلى مجرد ذكرى.

وسيمر يوم الغد 22 نوفمبر مرور الغريب بغياب رئيس الجمهورية والحكومة الأصيلة، فلا عرض عسكري تقليدي في وسط بيروت، ولا استقبالات تهنئة في القصر الجمهوري، وسيكتفى بوضع أكاليل الزهور على أضرحة رجالات الاستقلال.