الاشتباكات تتجدد في عين الحلوة.. و"فتح" تكشف هوية المسلحين: ليسوا فلسطينيين فقط!

تجددت الاشتباكات العنيفة في مخيم عين الحلوة الذي يشهد ارتفاعًا في وتيرة إطلاق النار والقذائف الصاروخيّة، التي أدت إلى سقوط 39 جريحًا.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن  فتيل الاقتتال بين حركة فتح والإسلاميين داخل عين الحلوة انتقل من محور البركسات التعمير  الطوارئ ليتمركز في محور حي حطين جبل الحليب، مسجلاً سلسلة خروقات لقرار وقف إطلاق حيث تسمع اصوات القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة.    

فتح: الاشتباكات تجري مع جماعات تكفيرية

وفي السياق، اشارت حركة فتح، في حديث لـالحدث، الى أنّ الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تجري مع جماعات تكفيرية، لافتةً الى أنّ “هناك محاولات لحث المسلحين على تسليم أنفسهم.

وأوضحت فتح أنّ لجنة التحقيق بالاشتباكات لديها أسماء معروفة، كاشفةً أنّ المسلحين في المخيم ليسوا فلسطينيين فقط وبينهم جنسيات أخرى.

فكما كان متوقعًا، وبما ان الضالعين في اغتيال القيادي الفتحاوي العميد ابو اشرف العرموشي لم يتم تسليمهم الى العدالة، اندلعت مساء امس، جولة قتال جديدة في عين الحلوة، حاصدة جرحى وموقعة اضرارا في المخيم وجواره.

واليوم، استمرت الاشتباكات المسلحة في المخيم بين حركة فتح والاسلاميين على محور البركسات التعمير الطوارئ، وقد خفت حدتها حيناً واشتدت أحياناً، وسجلت حصيلتها ليلاً سقوط 6 جرحى مدنيين من بينهم رجل مسن تم نقلهم الى مستشفيي حمود والهمشري للمعالجة.

وأشارت "الجديد" الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أجرى اتصالات بالشخصيات السياسية لتهدئة الأوضاع في مخيم عين الحلوة.

ونحو العاشرة والنصف صباحاً خيم الهدوء الحذر أجواء مخيم عين الحلوة، بعد توقف الاشتباكات بين حركة "فتح" والإسلاميين المتشددين نتيجة المساعي والاتصالات المكثفة التي أجرتها القيادات اللبنانية والفلسطينية، الا ان الاشتباكات تجددت ظهرا.

وأدى الرصاص الطائش الذي طاول بعض أحياء مدينة صيدا خلال الجولة الثانية من الإشتباكات في المخيم، الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه حيث تم نقله الى مستشفى حمود في صيدا، وخضع لعملية جراحية في الرأس.

وكانت احدى قذائف الاشتباكات سقطت صباحا على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب  باضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا .

وأسفر النزاع بين الفريقين عن سقوط جرحى، وإصابة أعضاء لجنة حطين داخل المخيم أثناء مساعيهم لوقف إطلاق النار، كما سجل سقوط 3 قذائف طالت مخيم المية ومية، الفيلات وواحدة سطح مركز الأمن العام الاقليمي في سرايا صيدا، تسببت بأضرار في ألواح الطاقة الشمسية.

كما تم قطع السير عند الاتوستراد الشرقي صيدا والغازية من جانب سوق الحسبة وتحويله إلى الطريق البحرية جراء الرصاص الطائش.

وأكدت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في بيان، "ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فورا وإفساح المجال أمام هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، لأخذ دورها في تثبيت الأمن والإستقرار وتعزيز دورها في معالجة الأحداث الأخيرة في المخيم".

ونتيجة للمستجدات الأمنية في المخيم، أصدرت الجامعة اللبنانية بياناً أعلنت فيه أن "بسبب الاوضاع الامنية المستجدة في صيدا وحرصاً على سلامة الطلاب والعاملين، تُقفل فروع الجامعة اللبنانية في مدينة صيدا اليوم الجمعة، كما وتؤجل الامتحانات التي كانت مقررة اليوم الى موعد لاحق على أن تصدر رئاسة الجامعة اللبنانية بيانات لاحقة وفق تطور الاوضاع، متمنية للجميع السلامة والأمان".

وكانت تجدّد مساء أمس الخميس تبادل إطلاق النار بين عناصر "فتح" والعناصر الإسلامية المتشدّدة داخل مخيم عين الحلوة بعد ما يقارب الشهر على توقف اطلاق النار، وليلاً أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالات مع القيادات السياسية الفلسطينية واللبنانية لتهدئة الأمور.

يشار الى انه كان سبق تجدد الاشتباكات مساء امس إلقاء قنبلة يدوية بين منطقتي بُستان القدس والتعمير، مما تسبب بحالة هلع بصفوف أهالي المنطقة ولم يفد عن وقوع اصابات. 

نداء عاجل لمنسق الأمم المتحدة لوقف القتال واخلاء مدارس الاونروا

في هذا الوقت، وجه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداء عاجلا لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا.

وجاء في النداء: "إن الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين، إلى جانب الاستيلاء المستمر على ثماني مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6,000 طفل إلى مدارسهم على أعتاب العام الدراسي.

يجب أن تكون المؤسسات التعليمية مساحات آمنة ومحايدة وهي ضرورة ملحة لتعلم الأطفال وعافيتهم ونموهم. إن استخدام المجموعات المسلحة للمدارس هو بمثابة انتهاك صارخ لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، كما يعرض حق الأطفال في الحصول على بيئة تعليمية آمنة للخطر ويهدد مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم ككل.

أطالب المجموعات المسلحة بوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء هذه المدارس فوراً وأطالب أيضا بتسهيل عمل الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية من أجل توفير الحماية والمساعدة الضروريتين لكل العائلات المحتاجة في المخيم.

إن حماية المدنيين، بما في ذلك الأطفال، وضمان وصولهم إلى المدارس في مأمن من جميع أشكال العنف والاستغلال، هي مسؤولية مشتركة. يجب على جميع الجهات الفاعلة المعنية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ووضع حدّ لاستخدام البنى التحتية المدنية لأغراض القتال".

السفارة الفلسطينية: يجب رفع الغطاء عن التكفيريين

 المسؤول الإعلامي في السفارة الفلسطينية في بيروت، وسام أبو زيد، أكد من ناحيته، أنه من الضروري رفع الغطاء عن التكفيريين ووقف الحملات التي تعطيهم أي نوع من الأحقية بمحاولة الهجوم على مكونات الشعب الفلسطيني، وأي فصيل داخل مخيم عين الحلوة.

وقال أبو زيد في حديث لـ"سبوتنيك": "هناك إجماع فلسطيني ولبناني رسمي وحزبي وشعبي بأن هذه الحالة تشكل عبئا على الأمن اللبناني والفلسطيني، وهناك علاقات بين الشرعيتين والشعب اللبناني والفلسطيني والقوى بين البلدين، والكل حريص على أمن المخيم والجوار".

وأضاف: "بالتالي المطلوب رفع الغطاء عن هذه المجموعات التكفيرية فهم يستهدفون الوجود الفلسطيني بشكل أساسي بهدف إنهاء القضية الفلسطينية والمخيم والوجود الفلسطيني، وهذا المخيم موقت والبوصلة الأساسية له هي فلسطين، ومن يريد حرف البوصلة لن يكون شريكا في العمل الفسطيني والتواجد الفلسطيني. هناك إجماع حتى من قبل القوى الإسلامية داخل المخيم التي أدانت الاغتيالات التي ارتكبتها المجموعات التكفيرية". 

سعد: نخشى من أن يكون هناك تغطية من أطراف سياسية لبنانية وفلسطينية للجماعات المسلحة

في المقابل، أكد النائب أسامة سعد أن هناك "التزاما كاملا بوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة ونأمل أن يستمر ذلك"، مشيرا إلى "أننا بذلنا جهوداً منذ ليل أمس لوقف إطلاق النار وتثبيته آملين أن يستمر هذا الواقع".

وفي حديث لـ"mtv"، قال:"هناك جماعات مسلّحة موجودة في التعمير وحي الطوارئ وهي تتسبب بكل ما يحصل داخل المخيم وتهديد الأمن الوطني والمطلوب تشكيل قوة فلسطينية أمنية مشتركة لتثبيت وقف إطلاق النار وتسليم قتلة العرموشي ورفاقه".

وعن الأطراف التي تدعم الجماعات المسلحة ،تخوف سعد من أن يكون هناك تغطية من أطراف سياسية لبنانية وفلسطينية لهذه الجماعات في مخيم عين الحلوة.