الامتحانات الرسمية انتهت: تصحيح المسابقات بمعضلة جديدة

انتهت الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفرعيها الاجتماع والاقتصاد اليوم الخميس بعدما كان طلاب فرعي العلوم العامة وعلوم الحياة قد أنهوا الامتحانات يوم أمس الأربعاء. وبذلك تكون وزارة التربية قد أنجزت الامتحانات الرسمية، لتنطلق أعمال التصحيح تمهيداً لصدور النتائج.


تسريب مقنع للمسابقات
وكان اليوم الأول للامتحانات شهد فضيحة توزيع المسابقات على مراكز صيدا وبيروت قبل ساعتين عن مراكز أخرى في البقاع والشمال والجنوب، وانتشار المسابقات على وسائل التواصل الاجتماعي قبل وصولها إلى مراكز الامتحانات. لكن عادت وانتظمت الأمور ووزعت المسابقات بموعدها. لكن ذلك لم يمنع تسريب المسابقات قبل وصولها إلى الطلاب. وثمة أساتذة لديهم آلاف الطلاب متابعين لصفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، نشروا المسابقات مثل الفيزياء يوم أمس قبل موعد الامتحانات. وهذا يضع علامات استفهام حول علاقة هؤلاء الأساتذة مع مسؤولين في اللجان الفاحصة في وزارة التربية، لا سيما أن هكذا حوادث تتكرر كل عام، ولا يصار إلى إجراء تحقيق جدي يكشف المستور. وبالتالي، التعويل على التفتيش التربوي الذي راقب الامتحانات ووثق كل المخالفات التي حصلت.

مسابقة الاجتماع الأصعب
بما يتعلق بمسابقات فرعي الاجتماع والانسانيات، كانت المسابقات مسهلة على الطلاب، حتى لو أن طلاباً في بعض المناطق شكوا من صعوبة مسابقة الاجتماع. فحسب الأساتذة، الأسئلة في هذه المادة لم تطرح في السابق وتعتبر المسابقة أكثر صعوبة من العامين الماضيين. وكذلك الأمر بما يتعلق بمادة الرياضيات لفرع الاقتصاد والاجتماع. أما يوم أمس، فكانت المسابقات مثل الرياضيات والفيزياء واللغة العربية لفرع علوم الحياة سهلة ومبسطة، ولم يحصل حولها أي تعليقات، بخلاف مادة الفلسفة التي كانت صعبة على الطلاب الذين لم يدرسوا في كتاب الرسمي. ولفت أستاذ الفلسفة محمد الحجيري على صفحته في فيسبوك بأن موضوع الفلسفة لصف الاجتماع والاقتصاد، هو من خارج المنهاج. فالمطلوب شرح عبارة لبيار جانيه، مع أن جانيه غير مطلوب في المنهاج المقرر. فالكتاب الرسمي لا يتطرق مطلقاً لبيار جانيه، بخلاف كتاب بيار مالك، الذي يعتمده بعض الأساتذة.

بموازاة انتهاء الامتحانات الرسمية بدأت لجان المواد وضع أسس التصحيح اليوم. وستنهي اللجان عملها لكل المواد في غضون يوم السبت المقبل. لكن تصحيح المسابقات لن يبدأ قبل تجهيز المراكز بالكمبيوترات وعمال المكننة. وما حصل في تصحيح مسابقات شهادة البروفيه، التي انتهت اليوم، رغم عدد المسابقات القليل، مؤشر على الوضع العام لتصحيح مسابقات الثانوي، التي شارك فيها قرابة أربعين ألف طالب. ووفق مصادر مطلعة، ستعاني الوزارة من قلة مشاركة عمال المكننة، بسبب التعويضات الهزلية التي تلقوها منذ أسبوعين. إذ أقدمت الوزارة على حسم ما يزيد عن خمسين بالمئة من الأتعاب بالدولار، لعدم توفر التمويل للامتحانات. وحالياً لا يوجد تمويل للامتحانات بالدولار، ودور عمال المكننة أساسي في تسريع صدور نتائج الامتحانات.