البرازيل تتزعّم كرة القدم

كان مشهد احتفال رجال البرازيل لاحتفاظهم بذهبية مسابقة كرة القدم في أولمبياد طوكيو السبت على حساب إسبانيا 2-1 بعد التمديد، مختلفاً تماماً عن تتويجهم بلقب مونديال 2002 على الملعب عينه.

آنذاك شاهد أكثر من 70 ألف متفرج "الظاهرة" رونالدو يتلاعب بالدفاع الألماني ويسجّل مرتين في شباك أوليفر كان، مانحاً بلاده اللقب العالمي الخامس. لكن السبت أطلق داني ألفيش ورفاقه أهازيج النصر أمام بعض الصحافيين من أبناء بلدهم، في ظل الحظر المفروض على حضور الجماهير بسبب فيروس كورونا.

لم تكن طريق "سيليساو" مفروشة بالورود نحو اللقب، فخاضت مرة ثانية تواليا وقتا إضافيا بعد تخطيها المكسيك بركلات الترجيح 4-1 اثر تعادل سلبي في نصف النهائي، فيما كانت المسار أصعب لإسبانيا الفائزة على ساحل العاج 5-2 في ربع النهائي وعلى اليابان المضيفة 1-0 في الدقائق الأخيرة من تمديد نصف النهائي.

وبعد إهدارها ركلة جزاء عن طريق نجمها ريشارليسون (38)، افتتحت البرازيل التسجيل قبل الاستراحة عبر ماتيوس كونيا (45+2). عادلت إسبانيا في الثاني بتسديدة جميلة لميكل أويارسابال (61)، لكن البرازيل حسمت الذهبية في الشوط الإضافي الثاني عن طريق البديل مالكوم (108).

وبنجاحه في الأولمبياد الحالي، يكون الظهير داني ألفيش (38 عاما) قد رفع عدد ألقابه الرسمية إلى 43 في مسيرته الزاخرة. وأحرز ألفيش مع البرازيل ألقاب كوبا أميركا 2007 و2019 وكأس القارات 2009 و2013.

وانضمت البرازيل إلى أربعة منتخبات احتفظت بلقبها في مسابقة كرة القدم، وهي بريطانيا عامي 1908 و1912، الأوروغواي عامي 1924 و1928، المجر عامي 1964 و1968، والارجنتين عامي 2004 و2008.

في المقابل، عجزت إسبانيا عن التتويج للمرة الثانية بعد 1992 عندما استضافت الألعاب. خاضت ثالث مباراة نهائية بعد خسارة المباراة الحاسمة في سيدني 2000 أمام الكاميرون بركلات الترجيح، كما حصلت على فضية نسخة 1920.

وضمّت إسبانيا العديد من اللاعبين الذين شاركوا في صفوف المنتخب الوطني الاول في كأس أوروبا الأخيرة وعلى رأسهم صانع العاب برشلونة بدري والحارس أوناي سيمون والمدافع باو توريس والمهاجم ميكل اويارسابال.

وكانت البرازيل انتظرت طويلاً كي تتوج بذهبية مسابقة كرة القدم وحدث ذلك في النسخة التي استضافتها في ريو دي جانيرو عام 2016، بفوزها على ألمانيا بركلات الترجيح في المباراة النهائية عل ملعب ماراكانا الذي شهد تسجيل النجم البرازيلي نيمار الركلة الحاسمة.

وقبل تتويجه على أرضه في 2016، كان منتخب السامبا بلغ نهائي مسابقة كرة القدم في الألعاب 3 مرات سابقا خسرها جميعها أمام فرنسا عام 1984 في لوس أنجليس، الاتحاد السوفياتي في سيول 1988 والمكسيك في نسخة لندن عام 2012.

وكان المنتخبان، قد التقيا مرتين في الأولمبياد، فازت إسبانيا 1-صفر في مكسيكو 1968 وردّت البرازيل 2-1 في مونتريال 1976.

ركلة جزاء مهدرة وتمديد

وأنقذ المدافع البرازيلي دييغو كارلوس الكرة عن خط المرمى بعد هفوة دفاعية برازيلية (16).

ردّ ريشارليسون بكرة قوية من زاوية ضيقة في الشباك الجانبي بعد تمريرة من غييرمي أرانا (25).

وحصلت البرازيل على ركلة جزاء بعد خروج متهوّر من الحارس أوناي سيمون الذي شارك في كأس أوروبا الأخيرة، فتولى تنفيذها ريشارليسون لكن لاعب إيفرتون لاإنكليزي سدد فوق العارضة (37).

وتجمّد رصيد ريشارليسون عند خمسة أهداف حاصدا لقب هداف الدورة، لكن المهاجم السابق روماريو يبقى الأكثر تسجيلا للبرازيل في نسخة واحدة بسبعة أهداف في 1988.

لكن ماتيوس كونيا الذي سجل هدف الفوز الوحيد على مصر في ربع النهائي، افتتح التسجيل بعد كرة قوية من داخل المنطقة اثر تمريرة من القائد والظهير المخضرم داني ألفيش قبل الدخول إلى غرف الملابس (45).

بين الشوطين، أجرى المدرب الإسباني لويس دي لا فوينتي تبديلين، فدفع بكارلوس سولير وبراين خيل بدلا من ميكل ميرينو وماركو أسنسيو لاعب ريال مدريد.

أهدر ريشارليسون فرصة جديدة لفريق المدرب أندري جاردين في العارضة (52)، وأثمرت تبديلات المدرب الأسباني بهدف رائع اثر عرضية من الجهة اليمنى لسولير حوّلها طائرة من داخل المنطقة ميكل أويارسابال (61).

وكاد خيل، المنتقل إلى توتنهام الإنكليزي، يسجل هدف الفوز، بيد أن كرته القوية والجميلة ارتدت من العارضة (88)، ليلجأ الفريقان إلى شوطين إضافيين.

وبعد خطأ في الرقابة من البديل خيسوس فاييخو، انسل البديل مالكوم الذي لم يكن موفقا في مشواره مع برشلونة الإسباني في 2018، واطلق من زاوية ضيقة هزت الشباك بمساعدة من الحارس (108)، مانحا البرازيل الذهبية.