المصدر: نداء الوطن
الكاتب: مايز عبيد
الاثنين 5 شباط 2024 07:28:18
قبل نحو شهرين على انطلاق موسم البطاطا العكارية، لا تزال مآسي الموسم الماضي عالقة في أذهان المزارعين، عندما تمّ ادخال باخرتين إلى لبنان محمّلتين بأكثر من 6 أطنان من البطاطا المصرية في عزّ انطلاق موسم عكار، الأمر الذي اعتبره المزارعون آنذاك، ضرباً لمصالحهم وقوت عيالهم من قِبل الحكومة اللبنانية ووزير الزراعة عباس الحاج حسن.
ومع أنّ المزارعين يؤكدون أنهم حصلوا في حينه على وعد من الحاج حسن بعدم إدخال بطاطا مصرية طالما الموسم المحلي في أوجه، فقد دخلت كميات كبيرة من هذه البطاطا وتقاذف الوزير ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المسؤولية عن وصول الباخرتين بحجّة أنّ الموافقات عليهما كانت قديمة مع الجانب المصري وضمن اتفاق الروزنامة الزراعية التي تربط البلدين. وبالنتيجة دخلت البطاطا المصرية وأُغرقت الأسواق وكبّدت المزارع العكاري خسائر فادحة، علماً أنّ البطاطا تعدّ للقسم الأكبر من المزارعين موسماً رئيسياً أساسياً يتكبدون عليه عشرات الآلاف من الدولارات ويستدينون على أساسه حاجياتهم وحاجيات عائلاتهم.
وتنتج عكّار أكثر من 160 ألف طن من البطاطا سنوياً، تُزرع بشكل رئيسي في مناطق السهل، حيث يُزرع أكثر من 35 ألف دونم من أراضيها بالبطاطا. ولطالما كان الإنتاج المحلي العكاري وفيراً ويكفي السوق المحلية (الشمالية) وبعضه يُعتمد بذاراً لموسم البقاع، بينما يصدّر أكثر من 50% منه إلى الخارج، وتحديداً إلى دول الخليج، ومن هنا تأتي مطالبات المزارعين لدول الخليج العربي، ولا سيما المملكة العربية السعودية بالسماح بدخول كميات البطاطا اللبنانية إلى أسواقها رأفة بالمزارعين وبأحوالهم.
وفيما يتساءل البعض: لماذا يصرّ مزارعون من عكار على زراعة البطاطا رغم الخسائر السنوية التي يتكبّدونها؟
ولماذا لا يعدلون عنها إلى زراعات أخرى بديلة تكون أكثر فائدة وأقل خسائر؟ يجيب أحد المزارعين: «إنّ بين المزارع العكاري والبطاطا حكاية عمرها زمن، لدرجة أنّ بعضهم لا يعرف أن يزرع إلا البطاطا، وهناك من عدل بالفعل عن زراعتها وتحوّل إلى زراعات بديلة كالشمندر مثلاً، لكن هذا التغيير لم يلقَ النجاح المنتظر، في ظل أزمة تسويق خانقة وأزمة قطاع بشكل عام».
ويستبق مزارعون شهر نيسان المقبل موعد قلع البطاطا العكارية بالتحرك في اتجاه السياسيين ونواب المنطقة، وقد استقبلهم بالأمس عضو تكتل «الإعتدال الوطني» النائب وليد البعريني واستمع إلى مطالبهم، واتصل بوزير الزراعة في حضورهم، وتلقّى منه وعداً باستيراد البطاطا هذه السنة بـ»الكونتينر» لا بالبواخر، وبشكل يراعي حاجة السوق ولا يؤثر على الإنتاج المحلي.
على هذا الوعد بنى المزارعون آمالهم مجدّداً بأن يكون الموسم واعداً، لكنّ التخوّف يبقى قائماً لديهم، خصوصاً أن مشهد العام الماضي لا يزال ماثلاً أمام أعينهم بعدما تلقوا وعوداً بعدم إدخال بطاطا مصرية، لكنها دخلت.
تجدر الإشارة إلى أنه، إلى جانب البطاطا المصرية ثمة بطاطا سورية موجودة في الأسواق اللبنانية الشمالية، ويتم إدخال كميّات كبيرة منها عن طريق التهريب من دون حسيبٍ ولا رقيب.