المصدر: العربية
الأحد 21 تموز 2024 22:36:14
تعتبر البطاطس من أكثر الأطعمة الأساسية شعبية في جميع أنحاء العالم، وهي محبوبة لتعدد استخداماتها وقيمتها الغذائية. ومع ذلك، فإن السؤال الشائع الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت البطاطس المنبتة للبراعم آمنة للأكل.
وتبدأ البطاطس عادة في إنبات براعم عند تخزينها لفترة طويلة. وتكتسب غالبا لونا أخضر بسبب الكلوروفيل، الذي يتكون عند تعرضها للضوء، بحسب ما نشرته صحيفة Times of India.
ويشير اللون الأخضر على ثمرة البطاطس إلى وجود السولانين، وهو مركب سام، مما يمكن أن يعني أنها ربما تكون ضارة للصحة، ولكن يوضح الخبراء فيما يلي المحاذير التي يجب توخيها عند ظهور براعم للبطاطس.
عقد النمو الخاملة
تنبت براعم البطاطس عندما تتعرض للضوء والدفء والرطوبة بمرور الوقت. إنها عملية طبيعية في دورة نموها. عندما يتم تخزين البطاطس في ظروف دافئة جدًا أو بها رطوبة كافية، تبدأ عيونها الخاملة (عقد النمو) في التنشيط، مما يؤدي إلى الإنبات. يمكن أن يشجع التعرض للضوء أيضًا هذه العملية، حيث يشير إلى البطاطس بأن الوقت قد حان للنمو.
التخزين بعيدًا عن البصل
لمنع الإنبات، ينبغي تخزين البطاطس في مكان بارد ومظلم وجاف، ويفضل أن يكون ذلك في درجة حرارة تتراوح بين 7-10 درجات مئوية. كما أن إبعاد البطاطس عن البصل، الذي يطلق غازات يمكن أن تسرع الإنبات، يمكن أن يساعد في الحفاظ على نضارتها لفترة أطول. ويبقى أن البراعم هي في الأساس براعم جديدة تنتجها البطاطس في محاولة للنمو إلى نبات جديد.
تغيرات غذائية
في حين أن عملية الإنبات نفسها ليست ضارة، إلا أنها يمكن أن تسبب بعض التغيرات الغذائية في البطاطس. عندما تبدأ البطاطس في الإنبات، فإنها تستخدم العناصر الغذائية المخزنة لدعم نمو البراعم الجديدة. يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض في بعض القيمة الغذائية للبطاطس، مثل انخفاض محتواها من الكربوهيدرات وفيتامين C.
ويظل مصدر القلق الأكثر أهمية هو أن البطاطس ذات البراعم تنتج بعض المركبات السامة. وعلى الرغم من أن البطاطس ذات البراعم تظل قادرة على توفير بعض التغذية، بما يشمل فيتامينات C وB6 والبوتاسيوم والألياف، إلا أنها تحتوي أيضًا على مستويات أعلى من السولانين، وهو سم طبيعي يمكن أن يسبب الغثيان والقيء ومشاكل صحية أخرى إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة.
لذا، فإنه من الأفضل إزالة البراعم وأي أجزاء خضراء قبل الطهي، أو تجنب تناول البطاطس المنبتة تمامًا للسلامة.
خطر الغليكوالكالويدات
عندما تنبت البطاطس، فإنها تنتج الغليكوالكالويدات، وهي سموم طبيعية موجودة في عائلة نباتات الباذنجان. وتوجد الغليكوالكالويدات الأساسية في البطاطس، تحديدًا السولانين والتشاكونين، في جميع أجزاء نبات البطاطس، ولكن يمكن أن تزيد نسبة تركيزاتها بشكل كبير في البطاطس المنبتة أو الخضراء.
كذلك في الحالات بالغة الشدة، يمكن أن يؤدي تسمم السولانين إلى أعراض عصبية مثل الهلوسة أو الشلل، فيما تشمل أعراض الحالات الأقل شدة على شكل غثيان وقيء وإسهال وآلام البطن، إلى جانب أعراض عصبية مثل الصداع والدوار والارتباك.
الثمار الصلبة
تعتمد سلامة تناول البطاطس ذات البراعم، بعد إزالة البراعم وأي أجزاء خضراء بالسكين، على مدى الإنبات ووجود أي تغير في اللون الأخضر. إذا كانت البراعم صغيرة وكانت البطاطس صلبة، فمن الآمن عمومًا تناولها بعد إزالة البراعم وأي مناطق خضراء.
ويوصي الخبراء بضرورة التأكد من إزالة جزء كبير من المنطقة المحيطة بالبراعم للتخلص من أي غليكوالكالويدات مركزة. كما يُنصح بتقشير البطاطس لتقليل مستويات الغليكوالكالويدات التي تتركز في القشرة وتحتها مباشرة.
البطاطس المجعدة والطرية
يؤكد الخبراء أهمية فحص البطاطس للتأكد من أنها ليست طرية أو مجعدة أو ذات رائحة كريهة، إذ إنه من الأفضل التخلص منها إذا ظهرت أي من تلك الحالات، لأنها علامات على التلف.
وبالطبع يجب طهي البطاطس جيدًا للمساعدة في تقليل محتوى الغليكوالكالويدات، على الرغم من أنه لا يزيلها تمامًا. ويمكن أن يؤدي الغليان أو الخبز أو القلي في درجات حرارة عالية إلى تقليل مستويات السموم.