التحقيقات تُظهِر صلة الموقوف الخامس بشبكة سرقة السيّارات.. هل له علاقة بمقتل سليمان؟

كشفت جريمة خطف منسّق هيئة حزب "القوّات اللبنانيّة" في جبيل باسكال سليمان وقتله النقاب عن كيفية توزّع عصابة سرقة السيارات إلى مجموعات ينصرف كلّ منها إلى بقعة معيّنة لسرقة سيّارتين، ما يعني وجود أكثر من شخص لتنفيذ عمليتَي السرقتَين الأولى والثانية.

وزاد توقيف سوريّ خامس في محلّة سدّ البوشريّة في العملية التي أودت بحياة سليمان من هذا الاعتقاد، فهو لم يشارك في العملية، إنّما ضُبطت اتصالات بينه وبين الموقوفين لدى فرع التحقيق في مخابرات الجيش، ويُعتقد أنّه ينتمي إلى مجموعة أخرى في العصابة الكبرى التي يشكّلونها، لتتوزّع الأدوار بين المراقبة والسرقة ونقل المسروق إلى الحدود غير الشرعيّة، وتسليمه إلى مجموعة أخرى في سوريا تعمل على بيعه بأسعار زهيدة تتراوح بين الـ500 والألف دولار كحدّ أقصى، حسب نوع السيارة أو الجيب المسروقَين. المهمّ أن تكون السيّارة المسروقة نظيفة وقابلة للتصريف.

وفي معطيات التحقيق الأولى تبيّن من داتا الاتّصالات، بعد توقيف الأخير، أنّ ثمّة علاقة تربطه بالموقوفين، وكان على تواصل معهم في تاريخ الخطف، وقريب من أفراد الشبكة المتشعّبة، حيث داهم الجيش منزلَين في إحدى قرى البقاع القريبة من الحدود من دون العثور على متّهمَين، وهما لبنانيّان لاذا بالفرار إلى سوريا. ووفق مصادر متابعة للتحقيق الأوّليّ تبيّن أنّ الأخيرين من أفراد الشبكة، ولكن لا علاقة لهما بعملية خطف سليمان وقتله.

وأظهر تقرير الطبيب الشرعيّ أنّ المغدور تعرّض لثلاث ضربات على رأسه بمسدس كان في حوزة اللصوص المسلّحين عند تنفيذ الجريمة.

والضربة الأولى استهدفت رأس المغدور عندما حاول مقاومتهم. وبعد انطلاق السيّارتين حاولت الضحية التفلّت فأُلحق بضربتين أخريين على رأسه، وغاب عن الوعي، عندها جرى وضعه في صندوق السيارة. ومع وصول اللصوص إلى فندق مهجور في القلمون تبيّن لهم أنّه قضى. فأحضر أحدهم غطاءً أزرقَ وتساعدوا على لفّ الجثة به، فيما سيارة الجناة البيضاء متوقّفة في الميناء، حيث رُصد تحرّك الثلاثة الآخرين في بلدة القصر اللبنانيّة المتداخلة مع الحدود السورية، بعد أن تخلّصوا من الجثة من خلال رميها في بلدة حويك السورية لإخفاء معالم جريمتهم.

هذه الجريمة التي تمكّن الجيش من كشفها خلال 24 ساعة، وباشر قسم التحقيق عند الرابعة فجراً تحقيقاته مع أوّل موقوف، حيث أدلى باعترافات أدّت إلى معرفة هويّة شركائه الثلاثة، وتمكّن من رصد أرقام هواتفهم، وأعقب ذلك توقيفهم. وتبيّن من هذه الاعترافات أنّهم قبل ارتكاب جريمتهم في جبيل حاولوا سرقة سيارة من مرآب بناء في أدما.

ووفق مصادر مطّلعة، فإنّ بعض المطلوبين موجودون على الأراضي السورية ويجري العمل على تسليمهم. وفي عدادهم السوريّ فراس ميمو الذي كان أوقف في الخامس من أيّار الماضي على يد مخابرات الجيش لقيادته "رانج روفر" من دون أوراق، ودخوله الأراضي اللبنانيّة خلسة، وسُلّم إلى مخفر غزير حيث تمكّن بعد فترة على توقيفه من الفرار من مخفر غبالة مع باسل علوش.

أيقظت جريمة خطف سليمان وقتله حقيقة الفلتان على المعابر الحدوديّة غير الشرعيّة لتهريب السيارات المسروقة، وقبلها جرى ضبط متسلّلين سوريّين عبرها كانوا يدفعون مبالغ ماليّة إلى الفرقة الرابعة السوريّة الأمنية لتسهيل دخولهم إلى لبنان. لقد تمّ ضبط الحدود اللبنانيّة السوريّة في البقاع بنسبة عالية بسبب التدابير المتّخذة والكاميرات الكاشفة، فضلاً عن طبيعة الأرض الجبليّة الكاشفة والفاصلة، ما حوّل شهيّة المتسلّلين والسارقين إلى المعابر الشماليّة التي يصعب التحكّم بها نظراً إلى مساحتها الطويلة وأرضها المسطّحة في الجانبين اللبنانيّ والسوريّ، ما يرتّب التعاون الأمنيّ ليس من الجانب اللبنانيّ فحسب، إنّما من الجانب السوريّ أيضاً، واقتضاء اتّخاذ التدابير الأمنيّة لسدّ هذه الفجوة ووقف الأعمال غير الشرعيّة، بينها نقل السيّارات المسروقة إلى سوريا التي تشهد حركة مزدهرة لتُباع بأسعار بخسة.

وقيل إنّ السيّارة المسروقة التي تقدّر قيمتها بعشرة آلاف دولار يبيعها أفراد الشبكة بعد تسلّمها من السارقين بـ500 دولار.