التحقيقات في انفجار وادي زبقين: ثبوت نظرية التفخيخ المتعمَّد

إثر حادثة الانفجار الّتي وقعت في إحدى المنشآت العائدة لـ"حزب الله" في وادي زبقين، تعدّدت الروايات منذ اللحظة الأولى، بين من تحدّث عن تفخيخ مسبق، ومن نسب الأمر إلى خطأ بشريّ. وتُشير المعطيات من مسار التحقيق إلى ثبوت نظرية التفخيخ، من دون ربط ذلك في هذه المرحلة باعتبارات سياسيّة، رغم تزامن الحدث مع نقاشات عامة حول تنظيم السلاح وحصره بيد الدولة اللبنانيّة. 

توسع التحقيقات

استكملت الشرطة العسكرية جهدها في توسيع نطاق تحقيقاتها في الواقعة، على خلفية انفجار ذخائر أثناء وجود عناصر من الجيش اللبنانيّ في المكان، ما أدّى إلى سقوط ستة عسكريين وإصابة آخرين بجروح بالغة.

ووفق المعلومات المتوافرة حتى الآن، تفيد مؤشرات التحقيق بأن أحد صناديق الذخيرة كان معدًا لانفجاره لحظة التعامل معه، أي أنه كان مُفخّخًا. كما أفاد مصدر عسكري مطّلع، في حديث إلى "المدن"، بوجود نحو أربعة صناديق ذخيرة داخل المخزن إضافة إلى مدفع.

صناديق مفخخة

كما أظهرت التحقيقات أنّ الصندوق المُفخّخ انفجر فور اقتراب العناصر منه ولمسه، في حين لم ينفجر المدفع. أدّى هذا الأمر إلى استشهاد العناصر فورًا وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة، وهم حاليًا يتلقون العلاج في المشفى العسكري. 

وتابع المصدر، أن حزب الله يتعمد بشكل دائم تفخيخ كل مخازنه، وهذا جزء من عمله العسكريّ. والغاية من هذه الخطوة هي إيقاع الخسائر بعناصر الجيش الإسرائيلي فور دخولهم إلى هذه المخازن. يؤكّد المصدر أنّه لم يُعرف بعد اسم الشخص الذي قام بتفخيخه. إذ من الممكن أن يكون قد قتل خلال الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، موضحًا أن تفخيخ المخزن "لا يعني أنه كان مقصودًا ومُدبرًا لإلحاق الضرر بالجيش اللبناني". 

وأوضح مصدر أمني لـ"المدن" إلى أن التحقيقات الأولية أظهرت في البداية بأن هناك خطأ بشريّ خلال عمل العناصر على تفكيك المخزن ما أدى إلى هذا الانفجار، على الرغم من أن الجيش يعمل في هذا المخزن منذ حوالى الأسبوع. لكنّ، بعد التوسع بالتحقيقات ومعاينة مكان الحادث جنائياً، تبيّن أن "الخطأ البشري" لا يسبب هذا الانفجار الضخم. ففي العلم العسكريّ لا يمكن للذخائر أن تنفجر وحدها، وهي بحاجة لعدّة عوامل كي تنفجر بهذه القوّة. وهذا رهنُ ما ستكشفه التحقيقات التي لن تطول حتّى تظهر نتائجها، على الرغم من حساسية التوقيت السياسي في لحظة الانفجار.

وعادة ما يكون هناك عدة أشخاص محدودي العدد في حزب الله على علمٍ بالمنشآت المفخخة من عدمها. ولكن يصعب في التحقيقات معرفة من هؤلاء، أو إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة. ما يعني حالياً استبعاد أن يتم توقيف أي شخص في هذه الحادثة حتى انتهاء التحقيقات. 

هذه الحادثة بحساسيتها، تطرح علامات استفهام كثيرة، يستوجب على التحقيقات أن تكشفها خلال الأيام المقبلة، هل تم التنسيق مع حزب الله لدخول هذه المنشأة؟ وإن كان حزب الله على علمٍ، لماذا لم يتم إبلاغ الجيش اللبناني بأن أحد الصناديق كان مفخخًا؟ ولماذا لم ترافق قوات اليونيفيل الجيش اللبناني؟