التدخل الأميركي "الحميد" حتى نهاية "المهلة".. ماذا ستحمل زيارة لودريان؟

يتّجه السباق بين الجهود الديبلوماسية الهادفة إلى تثبيت مسار التفاوض بين لبنان وإسرائيل واستبعاد عملية إسرائيلية جديدة وواسعة ضد "حزب الله" نحو مرحلة أشد وضوحاً، مع تأكد المعطيات الديبلوماسية المستقاة من كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا حيال تدخل الإدارة الأميركية لدى إسرائيل لإفساح المجال أمام أمرين: الأول، إعطاء الإطار المحدّث لعمل لجنة الميكانيزم بعد تكليف السفير السابق سيمون كرم برئاسة الفريق اللبناني فيها وتعيين إسرائيل أوري رازنيك ضمن فريقها، فرصة الحد الأدنى التجريبية لتطوير نتائج عمل اللجنة. والثاني، تثبيت مهلة استكمال نزع سلاح "حزب الله" من جنوب الليطاني في نهاية السنة، ولو أن العمليات والغارات الإسرائيلية ضمن وتيرتها الجارية لن تتوقف. لذا، اكتسبت الحركة الديبلوماسية الكثيفة في لبنان غداة زيارة البابا لاوون الرابع عشر الأسبوع الماضي، دلالات بارزة صبّت كلها في إطار الدفع نحو استبعاد حرب جديدة والتحفيز على تحكيم مسار المفاوضات، علماً أن المعنيين اللبنانيين يلفتون إلى وجود ما يشبه إجماعاً دولياً على هذا النهج بما يفسر اندفاع الحكم والحكومة في ملاقاة النهج التفاوضي واستقطاب الدعم الدولي لمصلحة لبنان. وإذ ينضم اليوم الموفد الفرنسي الدائم الوزير السابق جان إيف لودريان إلى أجندة الموفدين البارزين إلى بيروت، يستعد رئيس الجمهورية جوزف عون للقيام بزيارة سلطنة عُمان الثلاثاء والأربعاء المقبلين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان. ويضم الوفد الرسمي المرافق عدداً من الوزراء .

وبرز تركيز إعلامي إسرائيلي على التدخل الأميركي حيال الوضع بين لبنان وإسرائيل، إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولها إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوصى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقال من التهديدات العسكرية إلى الدبلوماسية في غزة ولبنان وسوريا. كما نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إنّ "نتنياهو يتلقى توصية من كبار قادة الجيش بإنهاء القتال والانتقال إلى إعادة بناء الجيش". ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية إسرائيليّة أنّ "إسرائيل أبلغت لبنان أنه في حال عدم نزع سلاح حزب الله سيتم تصعيد القتال"، مشيرةً إلى أنّ "الجيش اللبناني نجح تقريباً في إخلاء جنوب لبنان من وجود حزب الله". ونقلت عن مصادر أميركية، أنّ "ترامب يدخل على خط الوساطة المباشرة لمنع تصعيد واسع في لبنان".

وكان لافتاً إبلاغ قائد قوات اليونيفيل الجنرال ديوداتو أبانيارا القناة 12 الإسرائيلية، أن "ليس لدينا أي دليل على أن حزب الله يعيد تأهيل نفسه جنوب الليطاني وأن اسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار بشكل صارخ.

وفي السياق الديبلوماسي، أفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين أن باريس رحبت بتعيين السفير السابق سيمون كرم للتفاوض مع المسوؤل المدني الإسرائيلي عبر آلية وقف إطلاق النار، ورأت في ذلك تطوراً مهماً غير مسبوق منذ وقت طويل. ولكن مصادر ديبلوماسية فرنسية ترى أن هذا لا يعني أن التهديد الإسرائيلي سيزول عن لبنان طالما لم يتم نزع سلاح "حزب الله". وتؤكد المصادر أن في إمكان الجيش اللبناني أن يقدم على مزيد من الجهود وإظهار براهين عن قيامه بنزع  سلاح الحزب في عدد من الأماكن حتى في المنازل، حيث بإمكانه أن يدخل عندما تكون لديه معلومات عن وجود سلاح فيها ويجب الكشف عما يفعله. وتكشف المصادر أن الحوار مع الجيش في هذا الموضوع مستمر وتقول إنها مدركة أن نهاية السنة هي الفترة التي على المحك.

أما في شأن زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، فتدخل في إطار اللقاءات الدورية التي يجريها كلما زار لبنان، وسوف يطّلع على تطورات الوضع الأمني وأيضاً الإصلاحات التي بعضها متوقف بسبب تعطل البرلمان نتيجة الخلاف على تصويت المغتربين اللبنانيين في الانتخابات التشريعية. ويبدو أن لودريان لا يحمل أي جديد معه.