المصدر: الشرق الأوسط
السبت 11 تشرين الأول 2025 02:51:14
قال قادة الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إن تفعيل آلية «سناب باك» للعودة السريعة إلى العقوبات الأممية على إيران «خطوة في الاتجاه الصحيح»، مؤكدين عزمهم على إطلاق مفاوضات جديدة مع إيران والولايات المتحدة؛ بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ودائم.
وقال القادة الثلاثة، في بيان، عقب محادثات تناولت تطورات الشرق الأوسط والقضايا العالمية، إن «تفعيل آلية (سناب باك) كان خطوة صحيحة، إذ يشكل البرنامج النووي الإيراني تهديداً خطيراً للسلام والأمن الدوليين».
وأضاف بيان القادة: «نحن عازمون على إعادة إطلاق المفاوضات مع إيران والولايات المتحدة؛ بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ودائم وقابل للتحقق يضمن أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً».
ودعا القادة الثلاثة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الالتزام بالقيود التي أُعيد فرضها عبر آلية «سناب باك».
وسبق ان اعلنت فرنسا وبريطانيا والمانيا أنها ستواصل السعي الى «حل دبلوماسي» للازمة، لكن طهران اكدت بداية الاسبوع أنها ليست في وارد استئناف المباحثات «في الوقت الراهن».
وجاء البيان بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انفتاح إدارته للعمل مع إيران وتود أن يتمكن قادتها من إعادة إعمار بلادهم.
وقال ترمب، في اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض، بعد رفع العقوبات، إن إيران نقلت للإدارة تأييدها لاتفاق وقف إطلاق النار ومبادلة الرهائن بين إسرائيل وحماس، وأنها مستعدة للتعاون مع واشنطن. وأضاف ترمب، الذي أعلن، اليوم، أنه سيتوجه إلى الشرق الأوسط قريباً: «نريد أن نرى إيران قادرة على إعادة البناء أيضاً، لكن غير مسموح لهم بامتلاك سلاح نووي».
وبالتوازي، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إن الملف النووي الإيراني لا يمكن حله إلا عبر الدبلوماسية والمفاوضات، مشيراً إلى أن روسيا «تحافظ على اتصالات وثيقة مع شركائها الإيرانيين، وتلمس التزامهم بإيجاد حلول مقبولة للطرفين، واستئناف التعاون البنّاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية لتفادي التصعيد في المنطقة، موضحاً أن موسكو ترى في الحوار الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين.
وكشف بوتين أن إسرائيل أبلغت موسكو بعدم رغبتها في الدخول في مواجهة مع إيران، مشدداً على ضرورة حل ملف طهران النووي عبر الدبلوماسية.
وأشار بوتين، خلال قمة «روسيا وآسيا الوسطى» في طاجيكستان، إلى أن بلاده تتلقى إشارات من القيادة الإسرائيلية تطلب نقلها إلى طهران، وتؤكد تمسك تل أبيب بخيار التسوية، ورفضها أي شكل من أشكال التصعيد أو المواجهة، وفق ما أوردت وكالة «تاس» الروسية.
وأعادت الأمم المتحدة فرض حظر الأسلحة وعقوبات أخرى على إيران بسبب برنامجها النووي، في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما فعّلت قوى أوروبية عملية «سناب باك» للعودة السريعة، والتي أطلقتها الدول الأوروبية الثلاث.
وفشلت محاولات تأجيل عودة جميع العقوبات على إيران، على هامش الاجتماع السنوي لقادة العالم في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي.
وستخضع طهران مجدداً لحظر على الأسلحة وعلى جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، فضلاً عن أي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية. وحذرت طهران، التي تنفي أي نية لصنع أسلحة نووية، من أن هذه الخطوة ستقابَل بردٍّ قاس.