التطبيع والنووي في صلب محادثات اميركية - اسرائيلية

أفادت "القناة 12" الإسرائيلية، امس، بأن وزير الأمن يوآف غالانت، الذي سيلتقي نظيره الأميركي لويد أوستن، في واشنطن هذا الشهر، سيطرح ثلاث مسائل رئيسة ترغب إسرائيل في استيضاح الموقف الأميركي منها. الأولى، هي التهديد والنفوذ الإيرانيَّين المتناميَين في الشرق الأوسط، إذ يُتوقّع أن يبحث الوزيران في مسألة السلاح الذي تصدّره إيران لروسيا، وفي قرار حظر تصدير الأسلحة للجمهورية الإسلامية والذي مدّدته كلّ من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بزعم "عدم استيفاء إيران شروط الاتفاق النووي"، فيما من المتوقّع انتهاء سريان هذا الحظر قريباً.

أمّا المسألة الثانية التي سيبحثها الوزيران، فهي اتفاق التطبيع المحتمل توقيعه بين السعودية وإسرائيل، إذ بحسب القناة، سيوضح غالانت للجانب الأميركي، أن تل أبيب لن تصادق على اتفاق كهذا من دون موافقة جهاز الأمن الإسرائيلي. كما سيسعى الوزير إلى استيضاح مضمون الاتصالات الجارية بين الولايات المتحدة والسعودية حول صفقة أمنية - عسكرية تتضمّن التطبيع، وأيّ شروط سعودية من بين الشروط التي تطرحها الأخيرة، وفي مقدّمتها برنامج نووي لأغراض مدنية، قد توافق عليها واشنطن بالفعل. وبحسب القناة، فإن من دون حصول غالانت على معلومات في شأن الاتصالات الجارية وطبيعة الشروط التي ستوافق عليها الولايات المتحدة، لن يتمكّن جهاز الأمن الإسرائيلي من صياغة توصية نهائية يُقدّمها للمستوى السياسي حول اتفاق التطبيع.

أمّا المسألة الثالثة، فتتعلق بالمساعدات الأميركية لإسرائيل، وتعهّد الولايات المتحدة بالمحافظة على تفوق إسرائيلي عسكري نوعي في الشرق الأوسط.

الاولويات الاميركية – الاسرائيلية في الشرق الاوسط، مشتركة اذا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". فالتنسيق بين الطرفين مستمر على قدم وساق وسط حرص تبديه الادارة الاميركية على "الوقوف عند خاطر" تل ابيب في كل الملفات الحساسة التي تطال الاخيرةَ بمفاعيلها، وعلى رأسها الملف النووي والتطبيع مع المملكة وشروطه.

وبحسب المصادر، تخشى اسرائيل، مع ارتفاع منسوب الحديث عن انتعاش المفاوضات بين واشنطن وطهران في مسقط، ان يتم التوصل الى اي اتفاق نووي بين الدولتين، لا يريحها. ومن هنا، ترغب بنقل هواجسها هذه الى واشنطن. اما في موضوع التطبيع، فهي لا ترغب بالذهاب نحو "صفقة" تعطي المملكة والفلسطينيين الكثير على حساب اسرائيل وصورتها، سيما وان الرياض تُبدي حزما في قضية اعطاء الفلسطينيين كامل حقوقهم من دون اي نقصان، ناهيك بتمسكها بالحق في الحصول على التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية... عليه، تخشى تل ابيب ان تظهر بمظهر الخاسر في هذه الصفقة.

وبعد، تدل هذه المحطة التنسيقية على ان قطاري تطويق النفوذ الايراني والتطبيع الاسرائيلي – السعودي يسيران على السكة ويتقدمان. واذا كانت مواعيد بلوغهما محطتهما النهائية غير محددة بعد، الا انها لم تعد بعيدة على ما يبدو، تختم المصادر.