التفاوض لن يذهب بعيدا بسبب ايران.. إلا إذا قالت الدولة الامر لي!

يُسجَل على الساحة الدولية، ترحيبٌ وارتياح شاملان، بقرار الدولة اللبنانية تعيين المدني السفير سيمون كرم، رئيسا لفريقها الى لجنة الميكانيزم. من فرنسا الى مصر مرورا بقطر وصولا الى الولايات المتحدة، الاشادة جامعة بخطوة بيروت، وقد قالت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس الأسبوع الماضي "السفير سيمون كرم شخصية مثيرة للإعجاب واجتماعات الميكانيزم أفضل لانها ضمت مدنيين".

واذ تشير المعلومات الى ان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان حمل الجو ذاته، الايجابي المرحّب بالتعيين، الى المسؤولين اللبنانيين، كانت روسيا بدورها مشجِّعة، حيث  استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الاثنين سفيرَ روسيا في لبنان الكسندر روداكوف الذي نقل إليه دعم بلاده لمواقف لبنان حيال التطورات الأخيرة ولاسيما موضوع التفاوض عبر لجنة "الميكانيزم".

هذا خارجياً. اما في الداخل، فالقوى السياسية كلها او بمعظمها، مرحّبة بقرار لبنان الرسمي التفاوض مع اسرائيل. وحده حزب الله يقف في الضفة الاخرى في تموضعٍ غير مستغرب، بحسب ما تقول مصادر نيابية سيادية لـ"المركزية". فقد فتح النار على تعيين سفيرٍ في الميكانيزم، معتبرا اياه تنازلا مجانيا وسقطة جديدة تضاف الى قرارات ٥ و٧ آب. وفق المصادر، هذا الموقف يعكس تشددا ايرانياً حيال القرار اللبناني. فطهران ترفض حتى الساعة كلَ ما من شأنه تحقيق انفراجات على الساحة اللبنانية، وتريد ان يبقى الوضعُ فيها، عبر حزب الله، مشدودا، وعينُها على ان تُفاوض بنفسها، على لبنان وشؤونه وشجونه، مع الولايات المتحدة، وترى ان تعقيدها مسار الحلول في بيروت، يسرّع في قرار واشنطن الجلوس معها الى الطاولة.

موقف ايران والحزب هذا، الذي يُضاف اليه وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري مهلا زمنية للتفاوض، يعني ان التفاوض قد لا يذهب بعيدا وان ملفات لبنان الدسمة، ستبقى في مراوحة سلبية، الا اذا قررت الدولة اللبنانية ان تقول الأمر لي، وان تضع حدا لتدخلات ايران السلبية ولتمرّد حزب الله على الشرعية، فهل تفعل؟ وهل تصب زيارة رئيس الجمهورية الى سلطنة عمان في سياق جهوده لتحييد لبنان وابعاد التدخلات الايرانية عنه؟