المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الاثنين 9 أيلول 2024 12:20:32
ساعات بعيد اعلان رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي السبت ان جيشه يستعد للتحرك هجومياً في الداخل اللبناني إذا استدعت الحاجة، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لبنان مجددا.
فقد أكد في بيان امس الأحد، أنه أصدر تعليمات للجيش بتغيير الوضع في الشمال الإسرائيلي على الحدود مع لبنان. واشار الى أن حزب الله هو الذراع القوية لإيران، مشددا على استحالة استمرار الوضع على ما هو عليه في الشمال. كما كرر نتنياهو التزام حكومته بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. واعتبر أن بلاده في معركة ضد محور الشر الإيراني وملزمة بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، وفق وصفه.
الى ذلك، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله ان الأوضاع بين إسرائيل وحزب الله تقترب من نقطة الانفجار. أضاف "الحملة العسكرية في لبنان تقترب رغم أن توقيتها لم يحدد بعد". وقال "أمامنا خياران إما التوصل لاتفاق بغزة أو انهيار المفاوضات وحرب ضد حزب الله".
بعد فترة استراحة أعقبت رد حزب الله "المدروس" على اغتيال القيادي فؤاد شكر، عادت القيادة الإسرائيلية الى تهديد لبنان بالحرب الشاملة مرة جديدة. كانت هذه النبرة العالية خفتت لايام تراجعت فيها احتمالات هذه الحرب وعادت فيها الامور في الميدان، الى قواعد الاشتباك - او ما بقي منها - التي سبقت اغتيال شكر في قلب الضاحية الجنوبية. فما الذي جرى ولماذا استحضرت تل ابيب هذه اللغة مجددا؟
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فان نتنياهو يعرف ان لا وقف للنار على جبهته الشمالية طالما لا وقف للنار في غزة. انطلاقا من هنا، وبما انه لا يريد هدنة في القطاع الان، فإنه يضغط على الاميركيين وعلى الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين علّه يتحرك من جديد للتوصل الى تسوية تبعد حزب الله عن الحدود، وتسمح بعودة الحياة الى المستوطنات الشمالية، عبر الدبلوماسية والمفاوضات... الامر كان محور بحث بين إسرائيل والولايات المتحدة في الاجتماع الافتراضي الذي عقد بينهما الاسبوع الماضي. ويبدو نتنياهو يريد إفهام الحلفاء والخصوم في آن معا، انه اذا لم يتراجع حزب الله بالحسنى، فإن الجيش الإسرائيلي سيبعده بالقوة، والمسألة مسألة وقت لا اكثر، وقد لا تنتظر تل ابيب انتهاء الحرب في غزة وفي الضفة كي تتفرغ للشمال.. نتنياهو المتهور والمتفلت من اي ضوابط، قد يفعلها، ومن الممكن جدا الا يكون يهدد فقط.. فهل يعود شبح الحرب ليظلل لبنان ؟