عقب انتشار الخبر عن تخزين حزب الله عتاد عسكري في مبنى كلية الآداب التابعة للجامعة اللبنانية، أتى بيان رئاسة الجامعة اللبنانية ليزيد من قلق أهل الجامعة واللبنانيين عموماً. ففي البيان قللت رئاسة الجامعة من أهمية الأخبار المتداولة على اعتبار أنها عثرت "على ألبسة عسكرية وصناديق مقفلة". وبمعزل عن المحتويات المكتشفة، فإن السؤال كيف يترك رئيس الجامعة جامعته ويغادر لأسابيع خارج لبنان ثم يعود ويقول ما جاء في البيان؟ هل يعلم ماذا يوجد في باقي المستودعات؟ هل كشف عليها؟ أما اضطر اليوم بعدما تم فضح أمر هذا المستودع إلى التقليل من شأن مخاطر الموضوع؟ أسئلة كثيرة يطرحها العديد من أهالي الجامعة.
تغيير قفل المستودع بلا إذن
رئيس الجامعة بسام بدران، الذي رفض الرد على اتصالات "المدن"، اكتفى بالقول في البيان أنه "ضمن إطار عملية الكشف على كافة مباني الجامعة ومراكزها لتحديد الأضرار الناتجة عن العدوان الإسرائيلي، لوحظ حدوث تغيير بالأقفال في أحد المستودعات المستأجرة والمخصصة لتخزين المواد والمعدات المستهلكة الآيلة للتلف. والجدير ذكره أن المستودع موجود في منطقة الجناح وليس في حرم كلية الآداب في الجامعة اللبنانية خلافا لما يتم تداوله...وعلى الفور قامت الجامعة بمراجعة قضاء العجلة، وتم الكشف على محتويات المستودع بحضور محامي الجامعة ومالك المستودع والمؤتمن عليه، وتبين أن المحتويات عبارة عن بعض الألبسة العسكرية وحقائب سفر وصناديق مقفلة. وبناء عليه اتخذ القاضي قراراً بإقفال المستودع بالشمع الأحمر لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".
بحسب تقصيات"المدن" أفادت مصادر مطلعة أن المبنى المقصود هو المبنى المقابل للسفارة الصينية في منطقة الجناح، الذي يضم مركز "رابطة الأساتذة المتفرغين" في الجامعة ومقر "صندوق التعاضد" للأساتذة، حيث تملك الجامعة مستودعاً مستأجراً من آل إسماعيل، يستخدم للأرشيف. لهذا المستودع مدخل منفصل عن المبنى وهو يعود للإدارة المركزية. أي أن سلطة بدران مباشرة عليه. وتستغرب مصادر "المدن" الزج باسم كلية الآداب في هذه القضية، خصوصاً أن الكلية ستفتح أبوابها يوم الإثنين المقبل للتعليم الحضوري.
معدات وصناديق مقفلة
وتضيف المصادر، أن أمين المستودع حضر منذ عدة أيام للكشف على المستودع فوجد أن الأقفال مخلوعة وتم استبدالها، فأبلغ الإدارة بالأمر. ولدى الكشف على المحتويات تبين أنها تحتوي على معدات عسكرية وأجهزة الكترونية ومكتبية ونحو خمسة صناديق مقفلة، لم يصار إلى فتحها. لذا ابلغت الجامعة الجهات القضائية المختصة وختم المستودع بالشمع الأحمر. وحضرت مخابرات الجيش للتحقق في الملابسات، واستدعت ناطور المبنى لمعرفة المزيد من التفاصيل.
وتقلل المصادر من خطورة الأمر على اعتبار أنه لم يتم العثور على صواريخ أو أسلحة في المستودع. بل إن طبيعة المحتويات، التي تضم أجهزة محطمة، تشير إلى أنها ربما تكون منتشلة من أحد مراكز حزب الله التي تعرضت لغارة إسرائيلية. وجرى انقاذ ما تمكنوا من إنقاذه ونقلوا هذه المعدات إلى مستودع الجامعة.
استباحة الجامعة
لكن كيف جرى تخزين هذه المعدات في مستودع للجامعة اللبنانية؟ فالمستودع يقع في منطقة سكنية وفي مبنى سكني وبجانب السفارة الصينية. وبالتالي هي منطقة مكشوفة، ومراقبة بالكاميرات. ويستحيل أن يجرؤ أي شخص على استخدامها بهذه الطريقة إلا إذا كان لديه معرفة واطلاع بهذه التفاصيل. فهل جرى اختيار المكان هذا بالتحديد لأنه بجانب السفارة الصينية؟ تقول المصادر.
أسئلة كثيرة تطرح عقب البيان الذي صدر عن رئيس الجامعة بسام بدران. ومنها ما تسأله المصادر حول وجود متورطين من الجامعة مع جهات حزبية سمحت لهم باستخدام مستودع للجامعة لتخزين عتاد عسكري؟ هل الجامعة مستباحة إلى هذه الحدود؟ هل وصل الاستهتار إلى استخدام مستودعات الجامعة اللبنانية، لتخزين عتاد عسكري؟