الجمهوريون يحصدون الأغلبية في مجلس النواب

حصل الجمهوريون على الأغلبية في مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، بعد تأمينهم 218 مقعدا، مما يمهد الطريق لعامين من الحكومة المنقسمة مع سيطرة الحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس، جو بايدن، على مجلس الشيوخ.

ويمنح الفوز الجمهوريين القدرة على تعطيل أجندة بايدن، فضلا عن إطلاق تحقيقات يحتمل أن تكون ضارة سياسيا لإدارته وعائلته، على الرغم من أنه أقل بكثير من "الموجة الحمراء" التي كان يأمل فيها الحزب.

وقالت شبكة NBC الإخبارية الأميركية إن أغلبية الجمهوريين الضئيلة، ستعقد قدرتهم على العمل في قاعة مجلس النواب.

وأضافت إنه بدلا من ذلك، كشفت النتائج عن أن أميركا لا تزال منقسمة بسبب الرئيس السابق، دونالد ترامب، وادعاءاته المتكررة بأن انتخابات عام 2020 سرقت منه.

ولم تكف المخاوف من الاقتصاد والتضخم لدفع الجمهوريين بأعداد كبيرة للتصويت لمرشحيهم في الانتخابات بعد أن "جعل ترامب الانتخابات استفتاء فعليا على نفسه وخططه السابقة والمستقبلية كزعيم فعلي للحزب"، وفقا للشبكة.

لكن حتى مع وجود أغلبية صغيرة، سيظل الجمهوريون في الكونغرس يتمتعون برقابة قوية على بايدن، الذي يمكنه الآن توقع معارضة أكبر وزيادة في التحقيقات الكونغرس بشأن إدارته وعائلته.

لكنه يستطيع الاعتماد على حلفائه في مجلس الشيوخ الديمقراطي لتأكيد تعييناته القضائية والإدارية، حتى لو كانت أجندته التشريعية معرقلة بفضل مجلس النواب الجمهوري.

وقد يثير الحصول على أغلبية ضئيلة المزيد من التحديات أمام فريق القيادة الحالي للجمهوريين في مجلس النواب.

وواجه النائب كيفن مكارثي، الزعيم الجمهوري الحالي، معارضة من داخل صفوف الحزب بسبب ترشيحه لمنصب رئيس البرلمان.

وحصل مكارثي على ترشيح من حزبه، ولكن لا يزال يتعين عليه كسب دعم إضافي قبل التصويت عليه في يناير.

وسعى زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الأربعاء، إلى تسوية الاستياء بين أعضائه. وفاز بإعادة انتخابه ليبقى زعيم الجمهوريين في المجلس، وهو المنصب الذي يشغله منذ عام 2007.

وتقول الشبكة إن بايدن سيضطر إلى التفاوض مع من يأتي على القمة في معركة القيادة الجمهورية، وخوض معارك حول المساعدات الأوكرانية والحفاظ على تمويل الحكومة بينما يحاول الجمهوريون عرقلته قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وفقا للشبكة.

لكن الحجم المتواضع للأغلبية الجمهورية الجديدة، التي لم ترق إلى مستوى التوقعات الصعودية، يعني أن قادة الحزب سيكونون محاصرين بالحاجة إلى تأمين دعم شبه إجماعي من تجمعهم، غير القادرين على تحمل أكثر من عدد قليل من الانشقاقات.

وتذكر النتائج الحالية بالديناميكية حددت معظم فترة الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، عندما كان بايدن نائبا للرئيس.

ومثل بايدن، دخل أوباما الرئاسة مع سيطرة الديمقراطيين الكاملة على الكونغرس، إلى أن فاز الجمهوريون بمجلس النواب في أول انتخابات نصفية له بينما كان الديمقراطيون يسيطرون على مجلس الشيوخ.

وتقول رويترز إنه في حين أن الخسارة تسلب بعض سلطة بايدن في واشنطن، فقد أشار إلى أنه يتوقع من الجمهوريين التعاون.

وساعد المرشحين الديمقراطيين رفض الناخبين لسلسلة من المرشحين الجمهوريين اليمينيين المتطرفين، وفقا لرويترز، ومعظمهم من حلفاء ترامب، بمن فيهم محمد أوز ودوغ ماستريانو وبليك ماسترز.

وتقول الوكالة إن من المتوقع أن يستمر الجمهوريون في أجندتهم حيث يستعدون للتحقيق مع مسؤولي إدارة بايدن ونجل الرئيس هانتر في تعاملاته التجارية السابقة مع الصين ودول أخرى، وحتى مع بايدن نفسه.

وعلى الجبهة الدولية، قد يسعى الجمهوريون إلى تقليل المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية لأوكرانيا في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الروسية.