الجيش يضبط الحدود من تفلّت النيران السورية

لم يعد خافياً أن فتحَ «حزب الله» الجبهة الجنوبية مع إسرائيل إسناداً لغزة كبّده خسائر هائلة بشرية ولوجيستية، ولا تزال تبعات 7 أكتوبر 2023 ترخي بثقلها على فلسطين ولبنان وأخيراً على سوريا. ولعل السبب الأهم لتقدم الفصائل المعارضة في سوريا باتجاه مناطق النظام السوري، هو  انسحاب عناصر «حزب الله» من هناك لانشغالهم بالحرب الدائرة في لبنان.

الصحوة بعد الصدمة
شكّل تقدم الفصائل المعارضة باتجاه مناطق  إدلب وحلب وحماه  صدمة للنظام السوري وحلفائه الإيرانيين و»حزب الله» وكذلك لروسيا. فبعد أكثر من 3 أيام على هذا التقدم السريع والنوعي للمعارضة، بدأت الأنباء تتردد حول  حشد القوات الإيرانية ونشوب معارك بين فصائل المعارضة وبين جيش النظام السوري وسط  استنكار روسي وحراك دبلوماسي إيراني وروسي وتركي.

في موازة ذلك، يؤكد مصدر سوري لـ «نداء الوطن» انه لا يوجد حتى الآن أي تحرك لعناصر «حزب الله» باتجاه سوريا عبر الحدود مع لبنان. كما لم يسجل  أي  نشاط لـ»الحزب» في المعارك الدائرة في الشمال السوري.

الأمر الذي بدأ يشير إلى أن وجود «الحزب» في سوريا بدأ  يتلاشى فعلاً ابتداء من أيلول  الماضي بعد تفجير أجهزة البايجرز، وظهر ذلك في مناطق نفوذ «الحزب» الكبيرة مثل مدينة القصير.

قدرة «الحزب» من جهته اعتبر مصدر مقرب من «حزب الله» في حديث لـ «نداء الوطن» أن قدرة «الحزب» على دعم النظام السوري شبه معدومة، ناهيك بتشديد المراقبة الإسرائيلية على الحدود اللبنانية السورية، ما يمنع انتقال أي دعم بشري أو لوجيستي عبر هذه الحدود.

ومن المرجح أن يكون هناك امتعاض داخل  «حزب الله» من أداء النظام السوري خلال حرب «الحزب» الأخيرة مع إسرائيل، ما قد يخفف أي حماسة  لـ»الحزب» لدعم نظام الرئيس بشار الاسد من جديد بعدما اعتبر «الحزب» سابقاً أن معركة بقاء هذا النظام معركة وجودية وحارب فيها بكل قوته.

حدود  لبنان - سوريا «مرتاحة»
وفي ظل كل ما يحدث، يتخوف اللبنانيون من تكرار مشاهد النزوح السوري إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية، لكن  مصدراً في الجيش اللبناني يؤكد  لـ»نداء الوطن» أن الجيش جهّز خططاً أمنية «مضبوطة ومشددة واستباقية». مشيراً إلى أن أفواج الحدود 1 و2 على استنفار تام على كامل الحدود مع سوريا، إضافة إلى توجه سرية للوحدات الخاصة إلى الشمال وانتشارها على الحدود كنوع من الاحتياط للتدخل عند الحاجة. ويضيف المصدر أن الوضع حتى الآن مستتب وقد قام الجيش منذ يومين بتنفيذ عمليات مداهمة في بلدتي الشيخ محمد وخربة داود في عكار وتوقيف أشخاص على اتصال مع سوريين يخططون للعودة إلى لبنان بطريقة غير شرعية. 

وأشار المصدر إلى أن القرار واضح بضبط المعابر غير الشرعية، وتكثيف الدوريات ووضع الكمائن للمهرّبين. واعتبر أن المخاوف اليوم هي أمنية أكثر منها سياسية أو اقتصادية. وأكد  أن لا معطيات حتى الساعة عن انتقال عناصر «حزب الله» إلى سوريا. تجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل والقرار 1701 ينص على ضبط الجيش اللبناني الحدود مع سوريا ومنع انتقال أسلحة غير شرعية أو مسلحين بين البلدين. وتتضاعف المسؤولية على الجيش اللبناني في ضوء  ما يحصل اليوم في سوريا من أجل تطبيق الاتفاق والقرار.