الحرائق نتيجة العدوان الإسرائيلي على الجنوب تلوّح بكارثة بيئية

يشهد لبنان سنوياً ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحرائق التي تلتهم مساحات واسعة من الغابات والمناطق الحرجية. تفاقم الوضع خاصةً في ظلّ العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، الذي تسبب باندلاع حرائق كبيرة في المناطق الحدودية، ما زاد من حجم الخسائر البيئية. حتى 11 أيلول 2024، بلغت مساحة الحرائق الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على المناطق الحدودية اللبنانية حوالي 1879 هكتاراً، مما يبرز التأثير المدمر لهذا العدوان على البيئة ويؤكد الحاجة الملحّة لتعزيز إجراءات الوقاية والتدخل السريع للحد من هذه الكارثة البيئية.

رئيس مركز النبطية الإقليمي للدفاع المدني حسين فقيه في حديث لـ"النهار"، أشار إلى أن الدفاع المدني نفذ 1213 مهمة منذ تاريخ 7/10/2023 حتى اليوم، في المناطق الواقعة جنوبي الليطاني على طول الشريط الحدودي. تضمنت هذه المهام إطفاء حرائق المنازل والغابات والأعشاب، سحب جثامين الشهداء، وعمليات رفع الأنقاض والبحث تحت الأنقاض.

فقيه أوضح أن فرق الدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة أثناء إخماد الحرائق، خصوصاً في المناطق الوعرة والحرجية. ومن أبرز هذه التحديات وجود الألغام وبقايا الصواريخ غير المنفجرة، بالإضافة إلى القذائف العنقودية الباقية من حرب 2006. كما أن المنطقة تعرّضت للقصف بالفوسفور، مما يزيد من سرعة اشتعال النيران في الأحراج، خاصة في الظروف الحالية حيث الرطوبة عالية والعشب جاف والرياح قويّة، ما يجعل الحرائق تنتشر بسرعة كبيرة.

رغم هذه المخاطر، أكّد فقيه أن فرق الدفاع المدني تواصل العمل بكل تفانٍ، حيث استشهد خمسة من عناصر الدفاع المدني وأصيب حوالي ستة آخرين بسبب القصف المدفعي والجوي.

وفقاً للمركز الوطني للمخاطر الطبيعية والإنذار المبكر، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، شهد لبنان تفاوتاً ملحوظاً في عدد الحرائق على مدى السنوات الثلاث الماضية. ففي عام 2021، سُجّل 3411 حريقاً في مختلف المناطق اللبنانية. أما في عام 2022، فانخفض العدد إلى 1546 حريقاً. ولكن في عام 2023، شهدت البلاد زيادة كبيرة في عدد الحرائق، حيث بلغ العدد 4276 حريقاً. وفي عام 2024، وحتى 1 أيلول، سجل لبنان 4675 حريقاً، مما يعكس ارتفاعاً ملحوظاً في حجم وخطورة الحرائق، خاصة في المناطق الحدودية.